204

أمكننا أن نفهم من سيل العبارات المبتسرة والمتعارضة، أن «أبو خليل» خرج ليشتري سجاير، وحين عودته في المصعد، لمح مسلحا غريبا على الدرج. ورفع المسلح مدفعه الرشاش ليطلق النار على «أبو خليل». لكن هذا كان أسرع منه، فأطلق عليه رصاصتين أخطأتاه. وتمكن المسلح من الهرب في اتجاه السطح.

تدافعنا جميعا إلى الخارج، ووقفنا أمام المصعد الذي بدا زجاج مصراعه الخشبي مهشما.

سمعنا صوت أقدام ثقيلة وأنفاس لاهثة. وظهر «أبو خليل» أعلى الدرج، ومسدسه يتدلى من يده. - طاردته حتى السطح لكنه تمكن من الفرار.

هز حارس الباب الخارجي رأسه وقال: لم يدخل غريب البناية أبدا.

صاح به أبو خليل: إذن من أين جاء الزلمة؟ م الهوا؟ لا بد أنه صعد من المدخل وكنت أنت نائما.

احتد الحارس: أنت الذي تنام طول الوقت.

تدخلت لميا لتفض الشجار، وطلبت من الاثنين أن يقوما بتفتيش المبنى تفتيشا جيدا.

عدنا أدراجنا إلى الغرفة، فأغلقت الباب واستندت إليها بظهرها. قالت وهي تجذب شفتها السفلى بطرف إصبعها: من حسن الحظ أن «أبو خليل» رآه.

مشت إلى مكتبها وهي تفكر ثم سألتني: كم الساعة الآن؟

قلت: الثانية والنصف.

Halaman tidak diketahui