أبطأت السرعة لتتفادى الاصطدام بسيارة تحمل أرقاما سورية ، كانت تسير في منتصف الطريق. ودقت آلة التنبيه عدة مرات دون فائدة. واضطرت في النهاية أن تبقى خلف السيارة الأخرى.
استطردت: إنه يترك لي الحرية أن أفعل ما أشاء، وأن أتركه إذا أردت.
رمقتها متسائلا، فأضافت في عجلة وقد تضرج وجهها: إنه لا يلمسني، لكني لن أتركه؛ فأنا أحبه.
قطعنا بقية الطريق في صمت. وأردت أن أترك السيارة في الحمرا، لكنها أصرت على توصيلي حتى باب المنزل. ووقفت في الطريق حتى انصرفت، فعبرته إلى بقالة على الرصيف المقابل. واشتريت كيلو من العنب، وعدة قطع من الجبن، وبعض العلب المحفوظة، وعدة علب من البيرة.
كان المصعد في الطابق الأخير، ففضلت أن أصعد الدرج. ولم أجد وديع في الداخل، فوضعت مشترواتي على طاولة المطبخ. وأخرجت علبة بيرة من الثلاجة. أولجت إصبعي في حلقة غطائها وجذبتها في عجلة فالتوى. وانطلق من العلبة رشاش من البيرة سقط فوق وجهي وملابسي.
أفرغت العلبة في كوب زجاجي، وجففت وجهي وملابسي، ثم حملت الكوب إلى الصالة، وجلست بجوار التليفون. جرعت نصف الكوب مرة واحدة، وتناولت سماعة التليفون، ثم أدرت الرقم.
دق الجرس طويلا قبل أن يأتيني صوتها باردا متحفظا.
قلت: مر يومان دون أن أراك.
قالت: لقد رأيتني بالأمس. - لكنك لم تكوني وحدك.
لم تعقب فقلت: أريد أن أراك. - متى؟ - الآن. - هذا مستحيل. - لماذا؟ - أهل عدنان جاءوا من الضيعة ولا أستطيع تركهم. - والعمل؟
Halaman tidak diketahui