عنوان:
فاطمة عوض، 22 سنة، ممرضة. «منذ بداية الحصار وأنا أعمل ليل نهار لتأمين الطعام والمياه للجرحى. وكان الكثيرون منهم يموتون لقلة الأدوية. ولم يكن متوافرا لتعقيم الجروح سوى الماء والملح. وقبل سقوط المخيم بعشرة أيام تواترت أنباء عن وصول الصليب الأحمر لنقل الجرحى، لكنه لم يصل إلا بعد ثلاثة أيام، بعد أن وصلت عزلة المخيم عن العالم 42 يوما .. فنقل حوالي 80 جريحا، وفي اليوم 150 جريحا، وفي الثالث 750 جريحا، مع عدد من الأطفال الرضع الذين أصيبوا بالجفاف.
وليلة سقوط المخيم قيل لنا إن هناك ضمانات من الصليب الأحمر وقوات الأمن العربية، بنقل سكان المخيم دون التعرض لمن يستسلم. وفي الصباح التالي انتظرنا من الساعة التاسعة والنصف حيث كان متفقا أن يحضر الصليب الأحمر في التاسعة. لكن في ذلك الوقت اشتد القصف بشكل جنوني ودخل الانعزاليون المخيم. وقيل لنا إن سيارات الصليب الأحمر موجودة في الدكوانة لنقل الجرحى والأهالي، فانطلقنا مجموعة من الممرضين مع العديد من السكان إلى هناك، فاعترضنا حاجز من رجال الكتائب فتشونا وهم يشتموننا. وفي الحاجز الثاني أخذ الانعزاليون الممرضين الرجال وعذبوهم ثم قتلوهم أمامنا ...»
عنوان:
فاتن بدران، 23 عاما. «اشتركت مع متطوعات أخريات في إنشاء مركز طبي بحي القلعة برعاية أطباء الزعتر. وليلة سقوط القلعة في يد الانعزاليين كنت مع جدتي في الملجأ. وكانت جميع العائلات في الملجأ تحمل الجنسية اللبنانية إلا أنا وجدتي، فازداد خوفنا.
ودخل الانعزاليون المنطقة فأخذوا يطلقون الرصاص من الشبابيك والأبواب على الملاجئ المكتظة بالنساء والأطفال والشيوخ؛ لأن الشباب التحقوا بمقاتلي تل الزعتر، ثم نقلونا إلى مدخل بناية أخرى دون أن يعرفوا أننا فلسطينيون. وبعد قليل أتى الانعزاليون بأشخاص تعرفوا على أصدقائهم بيننا فأخذوهم ومضوا. ولم يبق سوى أنا وجارتي وجارة أخرى تدعى وداد قصور. وهنا اشتد خوفي، فأخذت تطمئنني وتقول لي إن لها أصدقاء سوف يحضرون ويأخذونها، وسوف تأخذنا معها. لكن القذائف انهالت علينا ففرقتنا. وسرنا حتى التقينا بعائلة فلسطينية تحمل الهوية اللبنانية فذهبنا معهم في سيارة، وسألنا السائق إذا كنا إسلام أو مسيحية وهو يقول: إذا كنتم إسلام فسوف تنزلون في حي سن الفيل المسيحي. لكني أقنعته بأن يأخذنا إلى حد فرن الشباك الإسلامي.»
عنوان:
حياة فريحة، 20 سنة. «في أوقات فراغنا كنا نعد المخازن لأسلحة المقاتلين. واشتركت في عملية اقتحام مع الشهيدة سميرة بدران في موقع متقدم بالحازمية، وعدنا سالمين بعد أن دمرنا مصفحة وأصيب أحد شبابنا. أبدينا رغبتنا في التواجد عند الأسلحة الثقيلة (المضادات) على تلة المير فوافقوا. وعندما أبديت رغبتي في التدرب عليها ضحك المقاتلون، وأكدوا أن المرأة لا تستطيع القيام بمثل هذه الأعمال، فقط تحكي. لكني صممت لأثبت لهم جدارتي. وفعلا تدربت وقمت بإطلاق خمس عشرة قذيفة على مركز مضاد، وازداد إيماني بثورتي. وأبدوا استعدادهم لتدريب كتيبة مناضلات.
وعند سقوط المخيم دافعنا حتى آخر محور، وأخيرا أتلفت سلاحي بناء على التعليمات، وذهبت مع أهلي إلى الدكوانة ...»
عنوان:
Halaman tidak diketahui