أشعلت سيجارة وقلت: بودي لو تجمعين شعرك إلى الخلف.
رفعت يديها إلى شعرها وضمته إلى الخلف، ثم عقدته على هيئة ذيل حصان.
استأذنت مني كي تغادر المائدة، وغابت بضع دقائق. وقالت بمجرد عودتها: ما رأيك في أن ننصرف؟
قلت: لكن القنينة لم تفرغ بعد.
قالت: لا بد أن أمر على المنزل من أجل ابنتي.
غادرنا المطعم وانطلقنا إلى وسط المدينة. وأدارت الراديو فجاءتنا موسيقى غربية خفيفة، لكنها حركت المؤشر، وانتقلت به من موسيقى كلاسيكية إلى نشرة الأخبار وبرنامج للأطفال. واستقرت به أخيرا عند أغنية لفريد الأطرش.
ظل نحيب فريد الأطرش يتردد في أذني حتى وصلنا إلى قرب مبنى التليفزيون. أوقفت السيارة أمام مبنى فخم ذي مدخل عريض، يتألف من عدة طبقات من الدرجات الرخامية.
كان ثمة عدد من الحراس في ملابس مدنية، اصطحبنا أحدهم إلى أحد المصاعد، وأخرجت لميا مفتاحا من حقيبة يدها، ففتحت باب المصعد. ولجته خلفها ووقفت أتأمل لوحة الأزرار التي توسطها زر واحد لا غير.
خطوت خلفها عندما توقف المصعد، فغاصت قدماي في طبقات من السجاد الوثير. وألفيتني في ردهة فاخرة الأثاث. وتبعتها إلى غرفة واسعة تغطي الأخشاب المزخرفة جدرانها.
قالت: لحظة.
Halaman tidak diketahui