قال حامل «الصرة»: ولك هادا عند جامع عبد الناصر. ليش ما تفوت من هون دوغري للكولا؟
فكر السائق ثم سأل: تنزلوا ع الكولا؟
وافق الثلاثة، فطلب مني السائق أن أنتقل إلى المقعد الأمامي ليجلس الثلاثة معا في الخلف. جلست إلى جواره واضعا حقيبة يدي وكيس السجاير والخمر بيننا.
قال وهو يستأنف السير: هيك انتو يا فلسطينية، مغلبين العالم.
لم يرد عليه أحد. وران الصمت على السيارة بقية الطريق. وبين لحظة وأخرى كنت ألتقط نظرات العجوز في مرآة السائق وهي تنتقل بيني وبينه في توجس.
أشرفنا على ميدان آخر. وبعد قليل انحرفنا إلى اليسار، ومررنا بمبنى كبير تعرض لدمار بالغ ، فلم تبق من واجهته غير فجوات مظلمة متجاورة.
تتابعت مناظر الدمار بينما كان الظلام ينتشر في سرعة. وكان ثمة حوانيت مغلقة على جانبي الطريق الذي خلا من المارة. وانحنى السائق في شارع جانبي ثم توقف بالقرب من جسر علوي.
غادر الثلاثة السيارة، وجمعوا من أنفسهم عدة أوراق مالية ناولها العجوز للسائق قائلا: الله معك.
تفحص السائق النقود ثم صاح: عشر ورقات؟ ما بتكفي. شو فاكريني؟
تبادل الرجال الثلاثة النظرات وقال أصغرهم سنا: هيك بندفع كل مرة. - استقر علينا فجأة كشاف قوي، واقتربت منا سيارة جيب عسكرية. وعندما حاذتنا تبدت على جانبها شارة الكفاح المسلح الفلسطيني.
Halaman tidak diketahui