Beirut Menangis Malam
بيروت البكاء ليلا
Genre-genre
بينما تستخدم جنازات الرجال المصاحبة المشيعة لنعش الميت فرق المزيكة الشعبية التي تستقدم من المدينة القريبة بكامل أزيائها الفرايحي الأوكر، وطرابيشهم الحمراء، وآلاتهم النحاسية تدق أمام المرحوم العازب، وكورس دلائل الخيرات ينشدون بأصواتهم الباص والباريتون، متبوعين بجوقات النساء.
كل هذا من أمام شباك بيتهم، وهو لا يزال يعتلي كتف أمه، يشهده يوميا عشرات المرات.
قال حين سألته كبراهن عن شروده وهي تميل عليه لتعطيه قطعة من البسكوت المجفف ألقى بها على الكنبة: تذكرت الحزن في مصر.
قامت صغراهن وكان لها وجه فينيقي ينحو إلى الاستطالة، وشعر أسود طويل مسترسل، وكانت تمقت المهاجر، تثاءبت طويلا وهي تطوق رأسها بمرفقيها، بيدها كتاب لمح عنوانه «الشقيقات الثلاث»: عن إذنكم.
تذكر تشيكوف، ذلك الأسى المقطر داخل المنازل، شقق عواصم المدن المحتدمة بالنار والتربص.
الناس حين تتبادل الأحاديث بلا طعم، أهمية، انتباه، في الشرفات، ومن حول المدافئ وألسنة اللهب.
حين يرتشفون الشاي، ويعانون من كره بعضهم البعض، الأم وابنتها وشقيقتها، الأم وأبناؤها الذكور والإناث، حيوانات البيت الأليفة، برامج أجهزة البث والتوتر.
قال: لعله شيء أو احتياج ضروري تعرفه بكثرة، وضوح أكثر في زنازين المنافي وقلاياتها على مدى الثلاثين عاما الماضية.
لكم وفق سارتر في مأثوره الملخص عن جحيم الآخرة، الابنة، الحبيب.
تعرف من فوره، حين نزع - بريهه - الأسود عن شعره وصلعته، أن كلتا الأختين تضيق بوجود الأخرى، إلى حد الكره.
Halaman tidak diketahui