Antara Pasang dan Surut: Halaman Bahasa, Kesusastraan, Seni, dan Peradaban
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
Genre-genre
Musiquetté ، وحاشا للمحترف أو الغاوي أن يفسد ذوقه وثقافته الفنية بالاستماع إلى مثل هذه الألحان التافهة. ليست الغاية من التجدد نقل الألحان الغربية على ما هي، وإنما التجدد بالاستيحاء؛ كأن مثلا ترى شيئا جميلا، أو تسمع لحنا مطربا، أو تقف على فكرة رائعة فلا ترسخ في حافظتك على ما هي بلا زيادة ولا نقصان، بل هي تشعرك بوجود كنوز كثيرة وراء ما تدرك، وتفتح لك منافذ على آفاق لم تأبه لها من قبل، فتنظر فيها ومنها تستمد.
أكبر قيمة البيان الفني وقيمة الحياة الأدبية في ما تفسح من أفق وتشعرنا بوجوده من مجهول، لا بما تؤديه من المعاني المحدودة. كل قيمتها في حثنا على تناول أعلى مثال من الجمال، وبما تبسطه من أبدية لا يلمسها الحس إلا لدن يحاذي الوحي، رغم كون الأبدية كامنة في هذا الحس كما يشتمل عمر الشخص الواحد على سلسلة من حلقات التجدد والفناء، والأثر الفني قمين بالخلود على قدر ما يحدث عن تلك الأبدية التي تتعاقب في الأجيال، وما عمل الأجيال إلا أن تمر في رحابها وتنقضي.
4
بين موسيقى الشرق وموسيقى الغرب فرق أساسي؛ فهي في الغرب علم، تمثل في تأليفها وتوقيعها مأساة الجهاد والكفاح بين العواطف والذكاء.
أما في الشرق فكل الموسيقى عذاب وشجو وأنين.
هي صوت القلب وخلاصة التعبير الوجيع، يتجسم فيها دون غيرها معنى الامتثال اليائس والصبر المرير؛ فتسمعها أبدا منشدة على لحن واحد «ميلودي». وكل إنعاشها يجب أن يأتي عن هذه الطريق، وليس عن طريق إدخال التساوق «الأرموني» فيها؛ فتساوق الألحان أخص خواص الموسيقى الغربية.
قال لسنج مرة: إنه يعتقد بأن رافائيل قد كان يكون مصورا عظيما حتى ولو ولد بدون ذراعين. والموسيقى الشرقية تستطيع أن ترتقي دون أن تتبدل طبيعتها إذا هي تعهدها الحذق الفني والحاسة الموسيقية الدقيقة.
معرض الصور المصري
1
مارس 1919
Halaman tidak diketahui