Antara Agama dan Falsafah: Menurut Pandangan Ibn Rushd dan Para Filsuf Zaman Pertengahan
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Genre-genre
ولا عجب بعد هذا وقد رأوا لليونان فلسفة تناولت المسائل الإلهية، ومسألة خلق العالم، وغيرها من المسائل التي يعرفونها على نحو ما من دينهم، أن ينساقوا إلى البحث والتفكير والمقارنة بين ما لديهم، وبين ما علموه في هذه الفلسفة، وكان لذلك نتيجة طبيعية هي أن يكون لهم في هذه الناحية كتابات طريفة باللغة اليونانية.
5
وقد انتهى اليهود من تلك المقارنات إلى أن فلسفة اليونان أو الآراء التي رأوها حقائق وأعجبوا بها منها بعبارة أدق، تحتويها التوراة، وإلى أن هذه الفلسفة تعتبر شروحا للحكمة التي تزخر بها التوراة نفسها، ومن ثم أخذوا يعملون على استخلاص هذه الفلسفة من التوراة بطريق التأويل، والشاهد القوي لهذا ما سنعرفه قريبا من عمل «فيلون» الذي يقوم على هذا التصور والفهم،
6
وهكذا حصل في الإسكندرية المزج بين الوحي والفلسفة.
ولكن ينبغي أن نقف لحظة نحاول فيها أن نتعرف بعمق العوامل التي دفعت يهود الإسكندرية لذلك التصور الذي يجمع بين الديانة الموسوية والفلسفة الإغريقية.
إن جماع هذه العوامل، في رأينا، هو أنهم أصحاب أول دين سماوي له كتاب بين أيدينا، وهذا الكتاب تناول كثيرا من المشاكل التي شغلت الفلاسفة القدامى، وهم إلى ذلك أو من أجل ذلك شعب الله المختار أو أبناؤه، جل وعلا عن هذا الزعم، ويضاف إلى هذا وذاك أنهم فقدوا وطنهم فأصبح الدين هو الرباط الوحيد الذي يجمع بينهم.
وكان لذلك كله أن رأوا أن يعملوا على إظهار أن دينهم يحتوي ما يعتز به اليونان من فلسفة تقبلتها عقول الأمم الأخرى، فكان من هذا تأويلهم التوراة تأويلا مجازيا يظهر ما فيها من حكمة وفلسفة كما يرون، وبخاصة أن طريق التأويل المجازي كان معروفا من قبل لدى اليونان.
حقا إنه كما يكون النص الديني موضوع التأويل ليتفق والحقيقة التي يثبتها العقل، وهذا الضرب هو بيت القصيد من هذا الفصل، كذلك قد يكون موضوع التأويل نصا من الأساطير أو الآداب التي لها حظها من القداسة لدى أمة من الأمم ليتفق والفكرة التي يراها المؤول بعقله.
ومن هنا نعرف أن هذا الضرب من التأويل الديني الفلسفي كان معروفا لدى اليونان، وقد اصطنعه كل مذهب من المذاهب الفلسفية فيها،
Halaman tidak diketahui