Antara Agama dan Falsafah: Menurut Pandangan Ibn Rushd dan Para Filsuf Zaman Pertengahan
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Genre-genre
65
خمس فرق، وجعل الفرقة الخامسة هي المحقة، وهي التي وقفت موقفا وسطا بين المعقول والمنقول؛ إذ جعلت كلا منهما أصلا وسبيلا إلى المعرفة، وأنكرت أن يكون بينهما تعارض حقيقي، وعملت على التوفيق والجمع بينهما، على ما في هذا من مشقة وعسر في أكثر الأحيان.
ولهذه المشقة والعسر يجب أحيانا الكف عن التأويل، وعدم تعيين المعنى الخفي المراد ما دام لا يوجد الدليل القاطع على تعيين هذا المعنى الذي يقصده الله أو الرسول عليه الصلاة والسلام.
مثلا جاء في القرآن والحديث أن أعمال الإنسان توزن يوم القيامة، والعقل يقطع بلا شك أن المعنى الظاهر الحرفي غير مقصود؛ لأنه غير معقول، وإذن لا بد من تأويل لفظ «الوزن» تأويلا مجازيا بإرادة نتيجته وهي تعريف مقدار العمل، أو تأويل لفظ «العمل» بإرادة الصحيفة التي كان مكتوبا فيها، وليس لدينا ما يدل دلالة قاطعة على أن هذا التأويل أو ذاك هو المراد، والنتيجة أنه يجب الكف عن تعيين المعنى المجازي المراد؛ لأنه لا يجوز الحكم على مراد الله أو رسوله بالظن والتخمين.
من هذا كله نرى الإمام الغزالي مع مشاركته للصوفية في أنه يوجد «مريدون» يصح أن تذاع لهم التأويلات الحقيقية والمعاني الخفية لبعض النصوص المقدسة، لم يفرط كما أفرطوا في التأويل، بل إنه رأى التوقف فيه في حالات كثيرة عندما لا يوجد دليل قاطع على تعيين المعنى المجازي المراد.
أما الإمام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية والمتوفى عام 728ه، وبه نختم هذا البحث الذي طال إن كنا نرى أن ذلك كان ضروريا في نظرنا، فإنه قد وقف بالنسبة لمشكلة التأويل موقفا معارضا كما رأينا عند من سبق من أولئك الفلاسفة والمفكرين .
إنه يرى أن يفرق بين لفظ «التأويل» في عرف السلف، وبينه عند المتكلمين - وبخاصة المعتزلة - والمتصوفة والفلاسفة من رجال الدين.
التأويل في رأي رجال السلف الإسلامي هو التفسير وبيان المراد من النص القرآني أو الحديثي، وبهذا المعنى ورد كثير في القرآن نفسه، وهو التأويل المقبول، ويقال على هذا المعنى إن الصحابة والتابعين كانوا يعرفون تأويل القرآن الذي فسروه كله، ومن ثم قال الحسن البصري من التابعين: ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم ما أراد بها.
66
ولذلك لا يجوز التوقف وترك بيان معنى الآية من آيات القرآن؛ لأن الله أمرنا أن نتدبر القرآن وأن نفهمه، والرسول لم يترك هذا من غير بيان للصحابة، اللهم إلا أن يقال إن الرسول كان لا يعلم معاني القرآن الذي أنزل عليه، أو كان يعلمها ولم يبلغها كلها للناس مع أنه مأمور من الله بالتبليغ، وكل ذلك غير مقبول ولا معقول.
Halaman tidak diketahui