فقالت بلهجة ذات معنى: سأعلمه القانون ... ألا يروقك هذا؟
فقال السيد باستعطاف: علميني الهنك إن شئت.
وحث كثيرون السيد على الانضمام إلى التخت وأخذ الدف، فما كان منه إلا أن نهض وخلع الجبة، فبدا بطوله وعرضه في القفطان الكموني كجواد يقف مستوفزا على رجليه الخلفيتين، ثم شمر عن ساعديه ومضى إلى الديوان ليتخذ مجلسه إلى جانب الست، ولكي تفسح له قامت نصف قومة متزحزحة إلى اليسار، فانحسر الفستان الأحمر عن ساق لحيمة مرتوية بيضاء مشربة بلون وردي من أثر الحف والنتف محلى أسفلها بخلخال ذهبي أعيا ضمها ذراعيه، ورأى بعضهم ذاك المنظر فصاح بصوت كالرعد: تحيا الخلافة!
وكان السيد يغمز ثديي المرأة بعينيه فهتف وراءه: قل يحيا الصدر الأعظم.
فصاحت العالمة محذرة: خفضوا أصواتكم أو يبيتنا الإنجليز في السجن.
فهتف السيد الذي لعبت الخمر برأسه: أذهب معك مؤبدا مع الشغل.
وعلا أكثر من صوت يقول: لا عاش من يترككما تذهبان وحدكما.
وأرادت المرأة أن تحسم النزاع الذي أثاره منظر ساقها، فمدت يدها بالدف إلى السيد وهي تقول: أرني شطارتك.
وتناول السيد الدف، ومسح عليه براحته مبتسما، وبدأت أصابعه تنقر عليه في مهارة على حين انطلقت آلات الطرب عازفة، ثم غنت زبيدة وهي ترنو إلى الأعين المحدقة إليها:
على روحي أنا الجاني
Halaman tidak diketahui