Di Antara Dua Istana

Najib Mahfuz d. 1427 AH
164

Di Antara Dua Istana

بين القصرين

Genre-genre

فابتسم ياسين ... وقال لعائشة محذرا وهو يلحظ كمال غامزا بعينه: لا تسبي الإنجليز هكذا فإن لهم بيننا أصدقاء!

فقال فهمي متهكما: لعله مما يسر له بابا أن يعلم أن الجندي الذي يقبض عليه ليلا ما هو إلا صديق من أصدقاء كمال.

فابتسمت عائشة إلى كمال متسائلة: ألا تزال تحبهم بعد ما كان منهم؟

فغمغم كمال وقد تورد وجهه حياء وارتباكا: لو عرفوا أنه أبي ما تعرضوا له بسوء!

فما تمالك ياسين إلا أن يضحك ضحكة عالية، حتى أنه غطى فمه بيده، وهو ينظر في حذر إلى السقف، كأنما خاف أن يترامى صوت ضحكته إلى الدور الأعلى ... ثم قال ساخرا: الأحرى بك أن تقول: إنهم لو عرفوا أنك مصري ما صبوا العذاب على مصر والمصريين، ولكنهم لا يعرفون!

فقالت خديجة بلهجة لاذعة: دع هذا الكلام لغيرك أنت! ... أتنكر أنك من أصدقائهم كذلك؟!

ثم مخاطبة كمال بلهجة لاذعة: أتواتيك الشجاعة بعد ما عرف عن صداقتك لهم على أن تصلي الجمعة في سيدنا الحسين؟

ففطن ياسين إلى مرمى هجومها، وقال مظهرا الأسف: يحق لك أن تتطاولي علي ما دمت قد تزوجت، فاكتسبت بعض حقوق الآدميين ... - ألم يكن لي هذا الحق من قبل؟! - الله يرحم أيام زمان! ... ولكنه الزواج يعيد إلى البائسات الروح! ... اسجدي شكرا للأولياء ... ولتعاويذ وأقراص أم حنفي.

فقالت خديجة وهي تغالب ضحكة: يحق لك أن تتهجم على الناس بالحق وبالباطل بعد أن ورثت المرحومة، وصرت في عداد الملاك.

فقالت عائشة بفرح صبياني كأنما لم تدر من الأمر شيئا: أخي في عداد الملاك! ... ما أجمل أن أسمع هذا! ... أأنت غني حقا يا سي ياسين؟!

Halaman tidak diketahui