فقال كمال ببراءة: سألوني ... ألا يوجد بنات في بيتنا؟
فتبودلت نظرة جدية بينهم لأول مرة منذ قدم كمال، ثم سأله فهمي باهتمام: وماذا قلت لهم؟ - قلت لهم إن أبلة عائشة وأبلة خديجة تزوجتا، ولكنهم لم يفهموا كلامي، فقلت ليس في البيت إلا نينة، فسألوني عن معنى نينة، فقلت!
رمى فهمي أخاه ياسين بنظرة كأنما يقول: «أرأيت كيف أن سوء ظني في محله!» ثم ساخرا: لم يعطوه الشوكولاتة لوجه الله.
فابتسم ياسين ابتسامة باهتة، وغمغم قائلا: ليس ثمة ما يدعو إلى القلق.
وأبى أن يترك هذه السحابة تغشى مجلسهم، فسأل كمال: وكيف دعوك إلى الغناء؟
فقال كمال ضاحكا: في أثناء الحديث انطلق أحدهم يغني بصوت منخفض، فاستأذنتهم في أن أسمعهم صوتي ...
فقهقه ياسين قائلا: يا لك من فتى جريء! ... ألم يعاودك الخوف وأنت بين أرجلهم؟
فقال كمال في مباهاة: أبدا ... (ثم بتأثر) ما أجملهم! ... لم أر أجمل منهم من قبل. عيون زرق ... وشعر من ذهب ... وبشرة ناصعة البياض ... كأنهم أبلة عائشة!
وجرى فجأة إلى حجرة المذاكرة ورفع رأسه إلى صورة لسعد زغلول ثبتت في الجدار إلى جانب صورة الخديو ومصطفى كامل ومحمد فريد ... ثم عاد وهو يقول: إنهم أجمل من سعد باشا كثيرا.
فهز فهمي رأسه كالآسف وقال: يا لك من خائن ...! اشتروك بقطعة من الشوكولاتة ... لست صغيرا ليغفر لك هذا القول، من مدرستك من يستشهد كل يوم، خيبة الله عليك.
Halaman tidak diketahui