وقالت أخيرا: آه! لقد تذكرت الآن، ولكني لست متأكدة. أقابلك في الخارج غدا ثم أقول لك.
وقبل أن تخرج، تنحنحت نحنحة أنثوية بدت فيها كالرجال وقالت: هناك أمر. - أجل. - أعتقد طبعا أنه لا يجب أن أعرف اسمك الحقيقي.
وأشرت بيدي علامة التهوين من شأن هذا الأمر، وقلت لها: لا عليك، اسمي يحيى.
فقالت: الدكتور يحيى! - إذا أردت هذا.
وسكتت وهمت بأن تقضم أظافرها ولكنها عدلت، وتنحنحت مرة أخرى وامتقع وجهها وقالت: ألا تريد أن تعرف اسمي الحقيقي؟ إذا أردت ممكن أقول ...
وخجلت؛ فقد كان من الواجب أن أكون البادئ، وقلت بحماس مصطنع: طبعا طبعا، باردون. - اسمي لورا. - هاللو لورا.
قلتها مازحا لأغطي موقفي وأمد لها يدي، فقالت ووجهها محمر: هاللو يهيا. - إلى الغد إذن.
وهبطت السلالم تكاد تتعثر في خجل لم أكن أعرف مصدره.
وثاني يوم وأنا آخذ طريقي إلى باب حديقة الأندلس لأقابل لورا، كنت أعاني من تناقض داخلي بشع. كان مفروضا أن تأتي سانتي في نفس اليوم ونفس الميعاد وتجدني أنتظرها في البيت، وبشعور الأب العربي أيام الجاهلية وهو حامل ابنته في طريقه لدفنها حية خشية الفقر، أرغمت نفسي على أن أخرج للقاء لورا وأترك سانتي تأتي ولا تجدني.
وفي الساعة السادسة تماما كنت أمام باب الحديقة، وقبل أن أنتظر أو أتلفت أو أحاول التفتيش في عشرات الوجوه القادمة والمقبلة شعرت بيد توضع على كتفي. من ملمس أصابعها عرفت أنها لورا، وأنها حضرت قبل الميعاد، وأنها ظلت تنتظرني حتى جئت.
Halaman tidak diketahui