وعدت أسأله وأغالط عن عمد: الظاهر أنها غير سعيدة في زواجها.
وتوقف عن الكتابة لحظة ورفع لي منظاره الذي كان لا يضعه إلا وهو يكتب، وقال بعينين متسائلتين: عرفت منين؟
قلت: ساعات بتزورني ونتكلم.
قال وهو يعود للكتابة: أنت دايما كده تتوهم أشياء لا وجود لها، دي لها قصة غرام مشهورة بجوزها.
وأحسست بكلامه يتدبب ويتحول إلى آلات دقيقة باترة تقطع كل ما تبقى من أملي، أتلك هي الإنسانة التي اخترتها لأحبها؟
ولكني لم أكن أفكر في هذا، كل ما كان يشغلني في تلك الحالة هو من أين عرف شوقي هذه المعلومات التي يدلي إلي بها في ثقة المتأكد من كلامه؟ وسألته، فقال إن لها قصة غرام معروفة، وحكايتها وحكاية زوجها الذي تركها ليحارب في قبرص يرددها الناس باعتبارها قصة بطولة غير عادية، ولست أدري لماذا شعرت من الطريقة التي أجابني بها أنه لم يعرف القصة من أفواه الناس، ولكنه عرفها منها هي.
هما إذن لا يتحدثان في العمل فقط.
ورغما عني وجدتني أفكر في الحديث الذي دار بيني وبين فراش المجلة عن مقابلاتها لشوقي، وعن تفاصيل حضورها والملابس التي ترتديها وأوقات الاجتماعات.
ولكني حين رحت أنظر إلى شوقي لم أجد خلجة واحدة من خلجاته تنطق بأن هناك أي شيء غير عادي يدور خلف جبهته ذات العرق النافر.
ومن جديد عدت إلى حالة اللامبالاة التامة، حتى وأنا أودعه وأقول له كالعادة: أشوفك امتى؟ شعرت - ربما للمرة الأولى - أني أقولها له بطريقة روتينية محضة.
Halaman tidak diketahui