Bayan dan Tabyin
م م - البيان والتبيين للجاحظ
Penerbit
دار ومكتبة الهلال
Lokasi Penerbit
بيروت
والسلامة من الصفير، فذكر عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، سلامة لفظ زيد لسلامة أسنانه، فقال في كلمة له:
قلت قوادحها وتمّ عديدها ... فله بذاك مزية لا تنكر
ويروى: «صحت مخارجها وتم حروفها» . المزية: الفضيلة.
وزعم يحيى بن نجيم بن معاوية بن زمعة، أحد رواة أهل البصرة.
قال: قال يونس بن حبيب، في تأويل قول الأحنف بن قيس:
أنا ابن الزافرية أرضعتني ... بثدي لا أجد ولا وخيم
أتمتني فلم تنقص عظامي ... ولا صوتي إذا جد الخصوم
قال: إنما عنى بقوله عظامي أسنانه التي في فمه، وهي التي إذا تمت تمت الحروف، وإذا نقصت نقصت الحروف.
وقال يونس: وكيف يقول مثله: «أتمتني فلم تنقص عظامي» وهو يريد بالعظام عظام اليدين والرجلين وهو أحنف من رجليه جميعا. مع قول الحتات له: «والله إنك لضئيل، وإن أمك لورهاء» . وكان أعرف بمواقع العيوب وأبصر بدقيقها وجليلها. وكيف يقول ذلك وهو نصب عيون الأعداء والشعراء والأكفاء، وهو أنف مضر الذي تعطس عنه، وأبين العرب والعجم قاطبة.
قالوا: ولم يتكلم معاوية على منبر جماعة منذ سقطت ثناياه في الطست.
قال أبو الحسن وغيره: لما شق على معاوية سقوط مقادم فيه قال له يزيد ابن معن السلمي: «والله ما بلغ أحد سنك إلا أبغض بعضه بعضا، ففوك أهون علينا من سمعك وبصرك» . فطابت نفسه.
قال: وسألت مباركا الزنجي الفاشكار «١»، ولا أعلم زنجيا بلغ في
1 / 70