96

Bayan Sharc

بيان الشرع لمحمد الكندي 14 15 16

Genre-genre

في صلاة العيدين والتكبير عند الخروج إلى صلاة العيدين ومن كتاب الأشراف ذكر التكبير ليلة الفطر. وقال أبو بكر: قال الله جل ثناؤه: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم}، واختلف أهل العلم في التكبير ليلة الفطر ويوم الفطر، فقال أكثر أهل العلم: يكبرون إذا غدوا إلى المصلى، وكان ابن عمر يفعل ذلك، وروي ذلك عن علي بن أبي طالب وابن أمامة الباهلي وأبي ذر، وناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفعل ذلك إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو الزناد، وهو قول عمر بن عبد العزيز وأبان بن عثمان وأبي بكر بن محمد والحكم وحماد مالك بن أنس وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وأبي ثور، وحكى الأوزاعي ذلك عن الناس، وكان الشافعي يقول إذا رأى هلال شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى، ولا يزالون يكبرون ويظهرون التكبير حتى يغدوا إلى المصلى، حتى يخرج الإمام للصلاة، وكذلك أحب في عيد الأضحى لمن لم يحج، وروينا عن ابن عباس أنه سمع الناس يكبرون فقال: يكبر الإمام؟ قيل: لا، قال: أمجانين الناس؟ قال أبو بكر: بالقول الأول أقول؛ لأن ذلك قد ورينا عن جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجماعة من التابعين، وهذا قول أكثر أهل العلم، فإن كبر مكبر ليلة الفطر فلا بأس؛ لأنه ذكر الله.

قال أبو سعيد: أما في الفطر فأكثر ما يخرج من قول أصحابنا أنهم يكبرون /102/إذا غدوا إلى المصلى، والتكبير كله في كل وقت جائز، والفضل ما لم يتخذ المكبر ذلك لسبب ما يخرج به من حال الطاعة في بيته، وهو أن يريده لغير الله لرياء أو سمعة، ولا يجوز على الفقهاء عندنا أن يسموا الناس مجانين لذكر الله، إلا على معنى يخص ذلك، وأما على التكبير في النحر فمع أصحابنا أنهم يكبرون دبر الصلوات لصلاة الظهر من يوم النحر إلى تمام أيام التشريق، وفي غير الحج إذا خرجوا لصلاة النحر مثل الفطر.

Halaman 133