87

Bayan Sharc

بيان الشرع لمحمد الكندي 14 15 16

Genre-genre

في الكلام والقراءة يوم الجمعة والخطيب يخطب من كتاب الأشراف قال أبو بكر: ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب صه فقد لغوت). ونهى عثمان وابن عمر عن الكلام والإمام يخطب. قال ابن مسعود: إذا رأيته يتكلم والإمام يخطب أقرع رأسه بالعصا، وكره ذلك ابن عباس والشافعي وعوام أهل العلم، وكان النخعي وسعيد بن جبير وإبراهيم بن مهاجر وأبو ثور والشعبي يتكلمون والحجاج يخطب. وقال بعضهم: إنا لم نؤمر أن ننصت لهذا. قال أبو بكر: اتباع السنة أولى.

قال أبو سعيد: معي أنه يخرج في معاني قول أصحابنا بثبوت النهي عن الكلام والإمام يخطب يوم الجمعة، ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك أنه قال: (حاضر حضرها) يعني الجمعة (بصمت فهو حقها وحاضر حضرها بدعاء وذكر الله فالله دعا فإن شاء أجابه وإن شاء أعطاه وإن شاء منعه. وحاضر حضرها بلغو فهو حظه منها. ومن قال صه فقد لغا) هكذا في الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فحق الجمعة الصمت، وأن لا ينطق الإنسان بذكر ولا توحيد، ولا بصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، إلا في نفسه واعتقاده.

ومنه قال أبو بكر: كان عثمان بن عفان يقول: للمنصت الذي لا يسمع من الخطبة شيئا مثل ما للسامع المنصت، وروينا عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يكرهان الصلاة والكلام بعد خروج الإمام يوم الجمعة، وكان الشافعي وأبو ثور يكرهان الكلام والإمام يخطب، وكان عروة بن الزبير لا يرى بأسا بالكلام إذا لم يسمع الخطبة يوم الجمعة.

/82/ قال أبو سعيد: هكذا يخرج في معاني قول أصحابنا أنه إذا حضر الخطيب الخطبة، فمنعه مانع استماع الخطبة لبعد أو لمعنى، فصمت وأنصت كان له من الفضل ما لمن استمع، ولكن يستحب له أن يستمع إن كان بحيث يسمع. ومعي أنه ما لم يسمع وصمت كان مقصرا، ولا شيء عليه في معنى صلاته.

Halaman 124