قال أبو سعيد: معي إنه يخرج في معاني قول أصحابنا بما يشبه معاني الاتفاق أن المعتكف لا يكون إلا بصوم، ولا أعلم اختلافا بينهم في هذا. وقد قال الله تبارك وتعالى بما يشبه الدلالة على نحو هذا قوله فيما ينهى عن الوطء ويبيح قال: { وابتغوا ما كتب الله لكم } يعني في شهر الصيام { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد } . فقد ثبت معنى صوم شهر رمضان كله لقول الله: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } من بعد فرض الصيام، وكان صوم الشهر كله لازما /139/ وهو النهار خاصة دون الليل، وكان فيه الاعتكاف في معنى اللازم النهار، وفي معنى التقرب، وكان الاعتكاف واجبا في الليل والنهار والصوم لازما فيه خاصة في النهار، فنهي عن الوطء في صوم النهار واعتكاف الليل ولو لم يكن في النهار والاعتكاف بالليل والنهار ففي الليل والنهار سواء والصوم خاص في النهار ولولا هذا هكذا لكان يلزم الصوم في الليل والنهار لقوله: { كتب عليكم الصيام } ثم قال: { شهر رمضان } .
Halaman 167