واختلفا في مسألة فاختلافهم لا يسقط الحق مع من كان والحق أحق أن يتبع والصواب هو ما قاله السندي فإن حقيقة التوسل بالشيء التوسل بذاته والتوسل بالأعمال أمر خارج زائد على الحقيقة ولا يصرف عن الحقيقة إلى المجازا لا لمانع فلا يتم له الدليل على أن التوسل بذواتهم إنما هو باعتبار ما قام بهم من الأعمال الصالحة فإن الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة لم يتوسلوا إلا بأعمالهم الخارجة عن حقيقة الذات ولم يتوسلوا بذواتهم وكونه أعني هذا المعترض جعل كلام السندي متناقضًا لأنه قال في آخر الكلام فإن المراد بالتوسل بالنبي ﷺ وبعم النبي ﷺ في هذا القول هو التوسل بدعاء النبي ﷺ وبدعاء عمّه هذا ليس بتناقض فإن التوسل بالنبي في عرف الصحابة هو التوسل بدعائه وكذلك لما توسل عمر بالعباس إنما هو بدعائه لقوله: "قم يا عباس فادع الله"، وكقول معاوية ليزيد بن الأسود الجرشي: "قم يا يزيد فادع الله"، وليس هذا توسلًا بالذوات لأن التوسل بالذوات لم يرد إلا بلفظ غير ثابت لا يصح والتوسل بالأعمال قد ثبت بالكتاب