Bayan Fi Injliz Wa Afghan
البيان في الإنجليز والأفغان
Genre-genre
يمكن استنباط النتائج المحتملة لخطة الإنجليز الراهنة من جملة اعتبارات:
أولا:
يعلم كل من له علم بأخلاق البشر وسجاياهم أن الأفغان جنس قوي، شجاع، حازم، غيور على شرفه، متحمس في عقيدته، عازم على عدم الخضوع لحكم أجنبي طالما أن يديه قادرتان على حمل السيف. ومن الصعب إدراك أن الإنجليز يمكن أن ينسوا المذاق المر للنصال الأفغانية، في وقت كانوا هم فيه مسلحين بأكمل البنادق والمسدسات، ولم يكن عند الأفغان أسلحة نارية على الإطلاق، وكيف يمكن أن ينسوا ذلك حقا، والجبال التي حملت الشهادة على النزاع سبحت في دم مواطنيهم، وعجت وديانها بعظامهم وجماجمهم؟ ماذا يدعوهم مرة أخرى إلى ذلك البلد الذي مروا فيه بتلك التجربة الشنيعة؟
تقول الصحف الإنجليزية: «لكي نؤدب الأمير ونعاقبه.» ولكنها تقول ذلك متناسية - فيما يبدو - حقيقة أنه يملك ما يصل إلى 60 ألفا من الجنود المنظمين جيدا، المجهزين تجهيزا كاملا بالأسلحة النارية، فضلا عن 30 ألفا آخرين يوجد بينهم - كما أبلغني شخص موثوق به وصل مؤخرا من هناك - ضباط ومهندسون روس.
صدقوني إن الإنجليز وضعوا أنفسهم في موضع حرج، وهم مندفعون بغير تفكير إلى دوامة من المتاعب يصعب عليهم الخروج منها.
ثانيا:
ينساق الإنجليز إلى الحرب دون أن يتأكدوا من أنهم لن يضطروا إلى التراجع بجيش منقوص، فما أفدح العواقب إذا حدث ذلك! سوف تشتعل نار الثورة في الهند مثلما حدث حين اقترب جيش الشاه من هراة، لا سيما إذا أعلنها شيخ الجبال، أخوند السواطي، حربا دينية، ودعا الناس إلى الجهاد.
ثالثا:
بعد المنافسة التي قامت بين الإنجليز والروس على صداقة الأمير، ليس من غير المحتمل أن تنتهز روسيا الفرصة، عند انفجار المعارك، تعقد حلفا سريا مع الأمير، وتدخل معه في معاهدة سرية، هجومية ودفاعية، يكون شاه إيران أيضا طرفا فيها، وتقضي بأن يساعد كل طرف الآخر على استئصال حكم الإنجليز في الهند، واقتسام أراضيها فيما بينهم، وربما خدعتهم - الإنجليز - التصريحات الرسمية للروس، التي قرروا فيها مرارا وتكرارا أنهم لن يمدوا سلطانهم إلى أوركانج وخيفا، وأنهم لن يقيموا تحصينات في خوارزم، في حين - كما ظهر فيما بعد - كانوا يفعلون العكس تماما.
وعلاوة على ذلك، فمن المحتمل جدا أن يكون الأمير قد حقق تفاهما مع أولئك النواب والراجوات الهنود الذين لا يحرصون إلا على انتظار فرصة تمكنهم من قتال الإنجليز، ومسح عار العصيان الأخير هناك، عندما دنست معابدهم وذبح زعماؤهم ورؤساؤهم الروحيون، وعندما قتل الإنجليز - برغم ادعائهم العدالة - ستين شخصا، شكا منهم في أن يكون كل من هؤلاء نانا راو صاحب، وحين حولوا القصر الملكي في دلهي إلى إسطبل لماشيتهم، ومخزن لمهماتهم وأدواتهم الحربية، مثلما فعلوا أيضا مع الكلية المشهورة التي كانت مخصصة للشعراء الدينيين في لكنو.
Halaman tidak diketahui