Battalions and Expeditions around Medina and Mecca
السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة
Penerbit
دار ابن الجوزي
Nombor Edisi
الأولى-جمادى الأول-١٤١٧ هـ
Tahun Penerbitan
١٩٩٦ م
Genre-genre
وكان من أهم مصادر البحث الجغرافية "معجم ما استعجم من أسماء المواضع والبلدان" لأبي عبيد البكري، وهو أثر نفيس من صميم التراث الأدبي العلمي، أفدت منه في تحديد الأماكن والمواضع الواردة خلال البحث، وفي ضبطها ضبطًا لغويًّا دقيقًا؛ لأن معجم البكري ليس من المعاجم العامة للبلدان، وإنما هو معجم لغوي جغرافي خاصٌّ بتحقيق أسماء المواضع التي وردت في الشعر العربي، وفي الأحاديث، وفي كتب السير، والتواريخ القديمة، وأيام العرب، ومن أخصّ مزاياه الضبط فإنه لهذا الغرض أُلِّف كما يقول مؤلفه: "فإني لما رأيت ذلك قد استعجم على الناس، أردت أن أفصح عنه بأن أذكر كل موضع مبيَّن البناء، معجم الحروف، حتى لا يدرك فيه لبس ولا تحريف"١.
كما أن المعجم يمتاز بالإيجاز غير المُخلِّ، فهو قليل الحشو والفضول، لم يعتن مؤلفه بتفصيل ووصف دقيق للأماكن من حيث طول البلد وعرضه ودرجة حرارته، وذكر مياهه ونباته وحيوانه، وآثاره وأسواقه، كما ورد في بعض المعاجم الجغرافية البحتة مثل "معجم البلدان" لياقوت. لقد حدَّد البكري غرضه في تقدمته بأنه يقوم على الضبط وتصحيح الأسماء أولًا، لا على جمع الأخبار، لذلك قلَّ تعرضه لكثير ممَّا يتعرض له الجغرافي المتخصص.
إن تميُّزه بهذه الخاصية يرجع إلى تنوع ثقافة مؤلفه، فالبكري لغوي من الطراز الأول في الأفق الأندلسي، تُحدثنا مؤلفاته النادرة أنه امتاز على أهل عصره بثقافته اللغوية العالية، لقد تلقى العلماء المسلمون قديمًا وحديثًا معجم البكري بالقبول ووثقوا صاحبه، ورفعوه مكانًا عليًّا بين اللغويين وأصحاب المعاجم، واعتمدوا عليه في تحقيق المشكلات، خصوصًا علماء المغاربة والأندلسيين من المحدثين والإخباريين، ومن أشهرهم القاضي عياض في "مشارق الأنوار" والسهيلي في "الروض الأنف"، فقد نقلا عنه كثيرًا في
_________
١ انظر البكري عبد الله بن عبد العزيز، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، المقدمة (١/١) .
1 / 39