Pahlawan Penakluk Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genre-genre
فاسمحوا لنا أن نتقدم إليكم بأشخاصنا لنكرر لكم تأكيد عواطف محبتنا، وعرفان الجميل الذي نضمره لكم من زمن بعيد.
وأرسل متسلم بيلان وأخوه مصطفى باشا الكتاب الآتي:
يا صاحب السعادة
منذ عشرين سنة ونحن نود الانخراط في سلك خدمة عزيز مصر، ولم نتوان عن رفع الدعوات لنجاح بيتكم الكريم، حتى أسعدنا الحظ بأن وصل إلينا خبر وصولكم إلى هذه البلاد التعسة وتخليصها من أيدي غاصبها.
ولقد فعلنا كل ما كان بإمكاننا فعله لتنفيذ الأوامر التي شرفتمونا بها، وإذا كنا قد عجزنا عن المجيء قبل الآن لنقدم لسعادتكم الخضوع الواجب، فلأنه قبض علينا الظالمون، ووضعونا تحت أنظارهم؛ لذلك أخرنا إلى اليوم هذا العمل المفرح الذي كنا بانتظاره. ا.ه.
الفصل الخامس
ماذا فعل الأسطول المصري؟ ***
تولى محمد علي مصر في سنة 1805، ورد الإنكليز عنها في سنة 1807، وعرف أن حكما أو ولاية أو ملكا مستقلا لا يستند إلى القوة لهو ملك زائل ضائع. ولم يخطر له أن يستقل عن تركيا كل الاستقلال، ولكنه خطر له أن يجعل نير سيادتها عليه خفيفا جهد الطاقة - كما يقول مؤرخوه. فبعد أن وحد حكم مصر وأزال حكم الإقطاع والمماليك، وجه نظره إلى تنظيم قوته البرية والبحرية: فبعد أن كان جيشه 20 ألفا جعله بإرشاد سليمان باشا - الكولونيل «سيف» القائم تمثاله في وسط القاهرة وفي الميدان المعروف باسمه - والجنرال ليفرون، والجنرال بواييه، والكولونيل جودان، مائة ألف. فدرب على أحسن الأساليب والأنظمة الحديثة، ووضع نظام القرعة ليكون الجيش مصريا بحتا، ويتخلص من متطوعة الأرناءوط والجركس وسواهم ممن لا يستطاع الركون إليهم، ووجه عنايته إلى الأسطول كما وجه هذه العناية إلى الجيش، ووكل إلى الأميرال بيسون إنشاء الأسطول، كما وكل إلى الكولونيل سيف تأليف الجيش، ولكن مصر الواقعة على البحرين الأبيض والأحمر بحاجة إلى أسطولين بحريين، ومصر الجاري النيل في وسطها بحاجة إلى أسطول نهري ليصل عليه إلى السودان؛ فأنشأ الأساطيل الثلاثة.
ولما كلفه السلطان بإخماد ثورة الوهابيين، الذين استفحل أمرهم؛ فهدموا المساجد والمزارات والقباب في الأماكن المقدسة، وانتزعوا الزينات كالأواني والمصابيح والقناديل من الذهب الخالص و500 لوح من النحاس مصفحة بالذهب و20 سيفا مرصعا بالجواهر عدا الطنافس من الروضة المطهرة، وأخذوا اللؤلؤة الكبيرة وهي بحجم البيضة، وكانت معلقة فوق الضريح الشريف باسم «الكوكب الدري»؛ لما كلفه السلطان بإخماد فتنهم، لم ير بدا من إنشاء أسطول البحر الأحمر، فكان يعد قطع الأسطول في الإسكندرية ويكلف عشرة آلاف بدوي بحملها إلى السويس؛ حيث ركب ثماني عشرة سفينة في مدى شهرين فقط يتراوح محمول وحداتها بين مائة طن و250 طنا، وكان العمال بالسويس أكثر من ألف عامل من إفرنج وأروام، وجعل مخازن المؤن بالقصير ومخازن المهمات الأخرى بالسويس، وكان محمد علي يقطع المسافة بين القاهرة والسويس في 18 ساعة، وكانت القوافل تقطعها في ثلاثة أيام.
ولما استفحل أمر الثوار اليونان ومزقوا جيش خورشيد باشا الذي كان يناوئ «محمد علي» في مصر - وعدد هذا الجيش خمسون ألف مقاتل، انتحر بعد الانكسار قائده ودمر اليونان المراكب التركية - طلب السلطان برسالة تاريخها 16 يناير 1824 من محمد علي أن يرسل جيشه إلى المورة لإبادة العصاة. ولما تلا بوغوص بك وزير خارجية محمد علي على مولاه كتاب السلطان، صاح في وسط الديوان: «فليضع الله جميع تيجان الأرض على رأسك؛ إنك أهل لذلك وجدير به، وإنك الآن بطل أفريقيا وبونابرتها»؛ لأن استنجاد السلطان بالوالي كان أمرا عظيما جدا.
Halaman tidak diketahui