Pahlawan Penakluk Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genre-genre
القائد سليمان باشا الفرنساوي.
وكتب قنصل النمسا إلى دولته «أنه باتت أمام محمد علي بعد فتح عكا خطتان؛ الأولى: أن يستولي على سوريا كلها؛ أي ولايات عكا ودمشق وطرابلس وحلب، وأن يقف في حلب باعتبارها آخر حدود سوريا. والثانية: التقدم في الأناضول بإثارة ولاتها وإيصال الاضطراب والقلق إلى الآستانة. والثانية واسعة النطاق شديدة الخطر؛ لأنها قد تفضي بتدخل الدول، وهذا ما يخشاه؛ ولذلك يفضل الخطة الأولى.»
وإلى الثانية كان يميل إبراهيم، ولم يختلف الأب والابن على الغرض والغاية ولكنهما اختلفا على الوسيلة. ومما قاله هذا القنصل: «إن مذكرة واحدة أو إنذارا واحدا من إنكلترا تعيد محمد علي أدراجه.»
وكتب المستر باركر قنصل إنكلترا في الإسكندرية إلى حكومته أن محمد علي يرضى بعد فتح عكا بولاية عكا وطرابلس، ولكن فتوى المجلس الشرعي وفرمان السلطان لحسين باشا السر عسكر أثارا سخطه، فأصدر أمرا بتعيين شريف باشا واليا على دمشق، وقد جاء في أمر تعيينه ما يأتي:
إنه بالنظر إلى استحسان ولدنا سر عسكر باشا صدر أمرنا إلى قوله لي محمد شريف باشا الكتخدا حكمدارا مستقلا لإيالة عربستان الشاسعة الملحقة بالحكومة المصرية، وموافقة ما رآه ابننا المشار إليه، نرى حضوره إليه على وجه السرعة بمفرده لتوجيهه للجهة المذكورة بحرا، ثم إرسال أمتعته برا.
وورد على محمد علي من أنحاء سوريا أن الأهالي ينضمون إلى جيش إبراهيم ويقدمون طاعتهم لحكومة مصر ليخلصوا من حكومة الباب العالي الجائرة المخربة إلى حكومة مصلحة معمرة، وأن عرب السردية وعنزة عرضوا تقديم جمالهم للحملة، وأهالي دمشق ينتظرون دخول إبراهيم مدينتهم، وأهالي حلب ينتظرون وصوله بفارغ الصبر. •••
أصدر الباب العالي أمرا إلى الأسطول بالخروج، وهو مؤلف من ست سفن حربية كبيرة ومن ثماني فرقاطات ومن ماية مركب نقل. وقد روى يومئذ قائدا الأسطولين الإنكليزي والفرنساوي أن الأسطول التركي انتقل إلى بشكطاش فقط، فإما أن يدمره أسطول محمد علي إذا هو تعرض للقتال، وإما أن يحصره في أحد الموانئ ويأخذه أسيرا. وقد قرن الباب العالي خبر خروج الأسطول بخبر حشد مائتي ألف مقاتل بقيادة السر عسكر حسين باشا. ولما حدث محمد علي في ذلك كله قال: إن الباب العالي لم يرد سوى تخويفه، ثم حكى محمد علي حكاية تركية فقال: «إن جملا حمل المحمل إلى مكة مدة ثلاثين سنة، فبعد هذه السنين الثلاثين ترك وشأنه في أسواق المدينة يبحث عن غذائه. ولم يكن أحد يجرؤ على إزعاجه، ولكن أحدهم رأى أن الجمل يتناول كل شيء ولا يعف عن شيء، فأراد منعه ولكنه لم يجرؤ على مسه، فلما اقترب الجمل من محله أخذ يضرب على الأخشاب والآنية بكلتا يديه، فسأله جاره: ولم ذلك؟ قال: لأخيف الجمل وأبعده عن تناول أشيائي. فقال ذلك الجار: أتظن أنه يسمع هذا الطنين وقد كلت أذناه في مدى ثلاثين عاما من أصوات المدافع والموسيقات؟ وبعد أن قص محمد علي هذه الحكاية قال لمحدثيه: أما ذلك الجمل فهو أنا محمد علي.»
شريف باشا والي ألوية الشام ووزير المالية فيما بعد.
أما جيش محمد علي في سوريا فقد قسم إلى ثلاثة أقسام، كل واحد منها كان مؤلفا من 13 إلى 14 ألف مقاتل؛ فالأول في طرابلس تحت إمرة الأمير خليل ابن الأمير بشير ومصطفى بربر عامل الأمير بشير على تلك المدينة، والثاني تحت إمرة عباس باشا في زحلة وبعلبك ومعه سليمان باشا الفرنساوي والأمير أمين ابن الأمير بشير، والثالث جيش عكا مع إبراهيم باشا.
وقد رأى الباب العالي أن يستعين بالدعوة الدينية، فاستدعى من بورصة إلى الآستانة أحد الأشراف المنفيين، وقابله مقابلة فخمة، وعينه أميرا لمكة بدلا من أميرها المخلص لمحمد علي. ووكل الباب العالي إلى سفينتين نمساويتين الوقوف على أخبار الأسطول المصري، فلما وصلت إحدى السفينتين إلى الإسكندرية قال محمد علي لربانها إنه مستعد لإبلاغهم جميع الأخبار حتى يدرك الباب العالي أنه لا أمل له بالفوز.
Halaman tidak diketahui