كان عدميا.
وأما الثنائية فلا فرق فيها بين السالبة والمعدولة من جهة اللفظ، لأن حرف السلب مقرون فيهما جميعا بالمحمول، لكن يفترقان من وجهين.
احدهما-النية فأن نوى جعل حرف السلب جزء من المحمول واثباتهما (1) لشيء واحد وهو الموضوع، كان عدولا وان لم ينو ذلك بل نوى أن يرفع به ما هو المحمول كان سلبا.
والآخر-عرف الاستعمال فان لفظة (غير) لا تستعمل فى العادة الا بمعنى العدول و(ليس) لا تستعمل الا للسلب.
وقد حاول قوم أن يفرقوا بين الموجبة المعدولة وبين السالبة البسيطة بأن جعلوا المعدولة فى قوة العدمية.
والعدمية عندهم هى التى محمولها أخس المتقابلين سواء كان عدما كالعمى والظلمة أو ضدا كالجور.
وفى التحقيق هى التى تدل على عدم أمر من شأنه أن يكون موجودا للشىء أو لنوعه أو لجنسه القريب أو البعيد، وهذا اصطلاح لغوى (2) والتحقيق ما ذكرناه.
على أن المعدولة فى استعمال المنطقيين أعم من العدمية على الرأيين جميعا وذلك لأن كل معنى بسيط محصل، فاما أن يكون له ضد أو لا يكون.
فان كان له ضد فاما أن يكون بينهما متوسط أولا يكون، فاذا فرضنا موضوعا موجودا فأما ان يوجد فيه هذا المعنى البسيط المحصل أو ضده أو واسطتهما ان كانت، أو يكون جميع ذلك بالقوة مثل الجرو الذي لم يفقح
Halaman 180