أما في الحياة الخاصة فهو على حصافته لطيف ودود، وهو بالإيجاز رجل جدير بالحب إلى الحد الأقصى. وإذا كنا نراه على شبه بالأنبياء الأقدمين وكان مثلهم يعيش على الجراد (الخضر) والعسل البري، فقد رأينا المظاهر مرة غير خادعة ولا مرائية؛ إذ هو نبي من الطراز القديم.»
وقال بريستلي أيضا: «كان شو ناقدا فنيا، ومن خيرة الناقدين الذين عرفوا على الإطلاق، خلال عهد لم تكن فيه المسرحيات غير مهزلة صغيرة، أو بقية سخيفة من بقايا المجازات و(الأحلاميات). فرأى من النظرة الأولى أنه قادر على ما هو أفضل جدا من هذا الهراء، ومضى يعمله، فأفلح في عمله، كما نعلم لفرط سرورنا وارتياحنا، ولم يغير قالب الدرام كما صنع شيخوف، بل غير لبابه ومحتواه.
فكانت النتيجة حيرة للنقاد المعاصرين ونظارة التمثيل، وهي الحيرة التي تفسر لنا انتظاره الطويل للفوز في ميدان المسرح، إلا أنه حين أقبل وقت التقدير والاعتراف سحر الملايين بهذه المسرحيات ذات الحوار والمناظرة، وإنه لسحر سيظل باقيا بعد عصرنا هذا بزمن طويل.»
وقال عنه روائي آخر هو كمبتون ماكنزي: «أدع لغيري أن يؤدوا فروض التحية للكاتب صاحب الأسلوب الذي لم نعرف نظيره في السلاسة بعد أسلوب (سويفت) وللناقد الموسيقي والفيلسوف الاجتماعي، وحسبي أن أؤدي التحية للبداهة السليمة التي لم تخفق قط - منذ عرفت البداهة السليمة - في تقرير وجودها والإعراب عن نفسها ...
وما من مؤلف هو أحق بالغبطة من المؤلف الذي يطول به العمر حتى يرى ما كان محسوبا من الشطط المغرب في شبابه، أو محسوبا من النقائص في رجولته، قد أصبح محسوبا من البداهة السليمة، بل من الحقائق المفروغ منها في الجيل الذي تلاه، وإن برنارد شو لجدير بالغبطة، فما اتفق قط أن مؤلفا ظفر بمثل ما ظفر به بين الشباب من طول التوقير والإعجاب.»
وقال العالم الأديب جلبرت موري: «يذكرني شو أحيانا بالمثل الأعلى - في عرف أبيقور - للرجل الحكيم، وهو الرجل الذي يستطيع أن يشعر بالسعادة وهو على آلة العذاب؛ لأن روحه تنعم بحياة الفكر والتأمل، وقلما يزعجها الجسد بما يلقاه من برحاء الألم والتعذيب. اتفق له في (هندهيد) حادث أليم تركه وهو أمشاج من الرضوض وفيه رسغ مكسور، ولا شك أنه كان في ألم واصب لا يطاق.
وذهبت أعوده، فقيل لي إنه قد وضع على أرجوحة الحديقة، فبينا أنا أبحث عنه إذ سمعت قهقهة من وراء أجمة، وإذا بشو هناك ملفوفا في الضمادات، إلا أنه مستغرق في الكتابة ويضحك مما يكتب. ولم يكن رسغه الأيمن لحسن الحظ هو المصاب، فكأن فرط الحياة في نشاطه الذهني قد جعله يحيا أبدا على قدم السرعة الفائقة، طلقا غير حافل بالمنغصات والمنافسات والمعارك التي تضني كثيرا من الكتاب. ولقد خاض معارك شتى في سبيل القضايا التي لا علاقة لها في الأعم الأغلب بالشئون الشخصية، فخاضها مرحا غير واهن ولا وان، ولم يكن في جميعها متحرجا من الإجحاف، كما يقول: من أنا حتى أستحق أن أكون عادلا؟ ... على أنه - مع ما وهبه من القدرة على السخر والهجاء - لم أسمع منه قط كلمة تشف عن الحقد، أو تنم على كراهية ينطوي عليها بعد المعركة لمن حاربوه. وقد قيل إنه لم يصادق أحدا إلا أن يكون قادرا على الضحك منه، وقد أصابوه، ولكنه ضحك لا ضغن فيه.»
وقال ناقد صحيفة الإذاعة “The Radio Times” : «إنه - عدا نجاحه في مختلف الميادين - صاحب صوت من أحسن أصوات المذياع وقعا في الأسماع.»
وقال ييتس “Yeats”
الشاعر الأيرلندي : «إنه أحد أبناء النور الذين نشئوا بين أبناء الدنيا. إنه ينطق بلغتهم ويفكر مثلهم، ولكنه مأخوذ بطبيعة أرفع وأسمى.»
Halaman tidak diketahui