كان توكل الإنسان على قوة سماوية تعينه على صعوبات الحياة كسلا وجبنا، وعليه منذ الآن أن يحمل العبء بنفسه بدلا من أن يحيله على قوة سماوية، وليس هذا ممكنا فقط وإنما هو السبيل الوحيد الذي أمامه.
وما تحقق من تغيرات في المجتمعات، والحكومات، والتعليم، والغيبيات، والطبيعيات، إنما هو تغيرات عقيمة ينطبق عليها المثل الفرنسي «كلما زاد التغير بقيت الأشياء كما كانت»؛ أي بقي الإنسان كما هو وكما كان.
وإنما التغيرات الحقيقية هي تلك التي اتخذ فيها الإنسان مقام الآلهة حين خلق من الثعلب أو الذئب كلبا، ومن الثمار البرية العفصة ثمارا طرية حلوة، ومن جواد الجر الثقيل مهرا خفيفا للسباق.
إن التغير هنا صادق: سلالة جديدة من الحيوان أو النبات ظهرت من سلالة قديمة، أما تغيير المجتمع والحكومة ... إلخ، فلم يغير الإنسان.
لقد أردنا التغيير في الحيوان وغيرناه.
ولكننا هنا نعرف لماذا نغير؛ ذلك لأننا نعرف ماذا نهدف إليه، كلب أنيس من الذئب أو الثعلب، أو جواد للسباق، أو ثمرة حلوة تؤكل.
ولكننا في الإنسان، حين نرغب في إيجاد سلالة جديدة منه، لا نعرف ما نهدف إليه، هل ننشد رجلا وسيما، فيلسوفا، رياضيا، مع امرأة جميلة سليمة تكون زوجته؟
والجواب: أن التجارب وحدها هي التي سترشدنا، وهي تجارب لا بد تحتوي الإصابة والخطأ.
ولكننا مع ذلك نتفق على أننا نحتاج إلى العقل المتفوق في السبرمان، ولكن العقل المتفوق لا يعني الفضائل العرفية وبين رجل الرياضة البدنية، فيجب أن نؤثر الثاني على الأول لأن أقل ما في الرياضي جسم سليم قوي أما الفضائل العرفية فليست لها قيمة أصلية إذ هي تختلف باختلاف البيئات.
2
Halaman tidak diketahui