أعمال تتولاها الحكومة المركزية. (2)
أعمال تتولاها المجالس البلدية. (3)
أعمال يتولاها العمال أنفسهم عن طريق نقاباتهم أو شركاتهم التعاونية.
وليس هناك شعب، يعيش على النظام الرأسمالي (أي المباراة الحرة بين أصحاب الأعمال من الأفراد أو الشركات) يمكنه أن يستغني عن نحو عشرين أو ثلاثين عمل اشتراكي كما هي الحال في مصر الآن، وما يطلبه الاشتراكيون هو تعميم هذا النظام الاشتراكي على جميع الأعمال التي تحتاج إلى عمل العمال حتى تأخذ الخدمة الاشتراكية مكان الاستغلال الفردي. •••
نظام المباراة الحرة في الإنتاج هو نظام تنازع البقاء، للفائز الرخاء والثراء، وللمهزوم الجوع والعري، هو نظام الفقر والغنى، الفقر الذي يؤدي إلى الجريمة وإلى المرض، والغنى الذي يفسد الأبناء بالميراث ويعمم الأمراض النفسية بين الأغنياء أنفسهم ، كما نرى الآن في الولايات المتحدة حيث يزيد عدد الأسرة الخاصة بالأمراض العصبية والنفسية في المستشفيات على عدد الأسرة الخاصة بأمراض الأجسام.
في نظام المباراة الحرة، الفقير متعب جائع ذليل مريض بالحرمان، والغني متخم بالثراء والغذاء مرهق بالهموم، وكلاهما عدو للآخر.
وما دام الإنسان يطلب الكسب، وزيادة الكسب، فإنه لا يبالي كيف يكسب، فقد يؤسس بيتا للدعارة، أو للمقامرة، أو للخمور، أو ربما يتجر بالمخدرات المهلكة، أو - وهنا أفدح الخطر - قد يتجر بآلات الحرب، وهو حين ينتهي إلى ذلك سيحرض على الحرب التي ربما تنتهي بقتل الملايين من الناس.
لما ظهر مدفع كروب في ألمانيا حوالي 1870 حاولت مصانع كروب بيع إنتاجها منه لألمانيا، فرفضت الحكومة الألمانية، فعرضته على بعض حكومات أوربا فرفضت أيضا، وعندئذ بعثت بمندوبها إلى مصر حيث كان الخديو إسماعيل، وكانت له نيات إمبراطورية في أفريقيا فاشترى بعض هذه المدافع.
وعندئذ قصد المندوب إلى تركيا، وأفاض في النيات الإمبراطورية التي يحتضنها إسماعيل والتي ربما تحمله على محاربة السلطان؛ أي إنه مشي بالوقيعة بين الخديو والسلطان، فاشترى سلطان الأتراك بعض هذه المدافع، بل حرص على أن يشتري أكثر مما اشترى إسماعيل، ثم قصد إلى روسيا، ومشى بالوقيعة بين تركيا وروسيا، وأفهم وأوهم الوزراء بأن هذه المدافع تحقق النصر لتركيا إذا حاربت روسيا، فاشترت روسيا مقدارا كبيرا من هذه المدافع، وعندئذ خشيت ألمانيا هذا الجار الروسي المسلح فاشترت، وخشيت فرنسا ألمانيا فاشترت ... إلخ.
هذا مثال من النظام الانفرادي في الإنتاج، نظام المباراة الحرة الذي لا يبالي سوى الكسب، ولو كان الموت هو السبيل إلى الكسب.
Halaman tidak diketahui