صدق الله العظيم.
فقالت منيرة بازدراء: لا يعلو صوت على النفاق، هذه هي مأساتنا!
فقال محمد بحدة: عرفنا المشانق ولم نعرف النفاق قط!
فقالت منيرة متهكمة: اعرفوا أيضا الانفتاح.
فتساءلت سنية: ماله الانفتاح؟ .. حتى روسيا أخذت به. - ولكنه سيعني عندنا الغلاء والخراب.
وعند تلك النقطة غير محمد شراعه قائلا: نحن نوافق عليه ضمن خطة الإنتاج.
فتساءلت منيرة: وهل توافق على ذلك الصقور المتحفزة؟ وجرت خواطر سنية في أسى؛ إنهم يتحدثون عن كل شيء، ألا يذكر أحدهم البيت القديم بكلمة طيبة؟! وإن يكن هذا هو حظ البيت فمن عسى أن يذكر المدفن؟! وثمة نظرة عطف تحبو فوق الشاب العاجز متضمنة توسلاتها الصامتة. البيت يوغل في القدم، أثاثه يبهت ويتهرأ، حديقته تحتضر، أيليق هذا بمقام البطل؟! وقال رشاد: الحق أن الغلاء يزحف بقوة، إليكم تجربة مارستها بنفسي، منذ عام وأشهر عرضت علي فيلا بالمعادي بستة آلاف جنيه، علمت أمس أن صاحبها رفض بيعها بخمسة وعشرين ألفا من الجنيهات!
فقالت منيرة: ما يقال عن الأراضي لا يصدقه العقل.
فقال محمد: وخلو الرجل أصبح خرافة!
فقال رشاد: أفكر أحيانا في تجديد هذا البيت!
Halaman tidak diketahui