أما حامد برهان فرقص طربا. والتقى مع محمد في دائرة انتخابية واحدة فهمس في أذن ابنه: الشكر لله على أنك ما زلت في الأعماق وفديا.
فقال له محمد باسما: الإخوان معكم في هذه الانتخابات.
ورجع الوفد إلى الحكم فصعد حامد برهان إلى العرش من جديد وهو يقول: الخلود ممكن في هذه الحياة.
وأقبلت أيام وردية فآمن الناس بأن أيام المحن قد ولت. وراحت منيرة تفكر في مستقبلها من موقع حبها العتيد، كما ربط الحب بين محمد وألفت فتعاهدا على الزواج والانتظار مع تأجيل إعلان الخطوبة لفرصة طيبة. ثم تعثرت مفاوضات تعديل المعاهدة وتفشى القلق حتى جلجل صوت مصطفى النحاس بإلغاء المعاهدة. وبلغ الحماس مداه في مجلس السمار بشقة ميرفت هانم. وتذكر حامد برهان حماسه يوم عقدت المعاهدة على ضوء حماسه الجديد لإلغائها فقال: من تكون عروسا في 1936 فكيف تصير في 1951؟!
فقال خليل الدرس: إنه زمن سريع وقلب!
فقال حامد برهان: لا يقدر على إلغائها إلا من قدر على عقدها، هو الوفد دائما وأبدا!
وتتابع الفداء والعنف حتى اشتعلت النيران في جنبات القاهرة. قال حامد برهان لميرفت: الويل للخونة!
فقالت وهي بعيدة عن مشاركته: حلوان بمأمن من ذلك.
ووقفت سنية فوق السطح تنظر صوب القاهرة من خلال منظار مكبر ربحه محمد في صباه في نصيب سينما أوليمبيا وهي تردد بقلق بالغ: ارفع يا رب غضبك ومقتك عنا!
ولما أربد وجه القاهرة بالغضب وأنذر بأوخم العواقب مضى محمد إلى وزارة الخارجية فاصطحب ألفت إلى محطة باب اللوق قائلا: أخاف أن تنقطع المواصلات!
Halaman tidak diketahui