Balaghat Gharb
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Genre-genre
كان شيخ من رومية يسمى «أوراس»، وله من البنين ثلاثة شبان وفتاة تسمى «كاميي»، وكان في مدينة «ألب» التي كانت قديما المدينة المنافسة لرومية، وقريبة منها شيخ آخر يقال له «كورياس» وله مثل أرواس ثلاثة فتيان وفتاة اسمها «سابين»، وكانت الفتاتان مخطوبتين كل منهما لشاب من هاتين الأسرتين.
ولما انتشبت الحرب بين رومية وألب، وكل منهما تتنازع الصولجان والسلطة، وطالت بينهما الوغى، أرادا أن يجعلا حدا لها ويحقنا الدماء، واتفقا أن ينتخب كل من الفريقين ثلاثة أبطال ينازلون بعضهم، والفريق الغالب تكون لمدينته حق السيادة على الأخرى.
فانتخب عن مدينة رومية أولاد أوراس الثلاثة، وعن «ألب» أولاد كورياس؛ فوقعت الأسرتان في حيص بيص، وتجاذبهما عاملان قويان : أيراعيان أواصر النسب وذمامه ويرفضان طلب الوطن وذاك محال، أم يشهران السيوف في وجه أصهارهم وذاك صعب الاحتمال، وأخيرا فضلا تلبية نداء الوطن. وبينا النضال مستعر بين فتيان الأسرتين كان أوراس الكبير في منزله مع ابنته كاميي وسابين ابنة كورياس ينتظرون بفارغ الصبر نتيجة هذا القتال، إذ دخلت عليهم سيدة رومانية اسمها «جوليا» وهي خليلة الفتاتين لتخبرهم بخبر المعركة. [المنظر] (أوراس الكبير - سابين - كاميي - جوليا)
أوراس الكبير :
ما وراءك يا عصام؟ أجئت يا جوليا مبشرة بالنصر والظفر؟
جوليا :
كلا! بل بما حاق بهذه المعركة من الشؤم والنحس، إذ أصبحت منه رومية خاضعة لألب بعد هزيمة أولادك وقتلهم إذ لم يبق منهم غير الخاطب.
أوراس :
يا لخطب عظيم ومصاب أليم وقتال مشئوم أصبحت منه رومية تابعة لألب، ولو جالد لآخر رمق لحماها وصانها. لا لا فذاك محال فقد خدعت يا جوليا؛ إذ لا يتأتى سقوط رومية إلا إذا كان ابني في بطون الرموس، فإني أعرف دمي حق المعرفة وهو يعلم ما يفرضه عليه الواجب.
جوليا :
Halaman tidak diketahui