ولم يكتف الجاحظ بايضاح فضل المعلم واهميته وانما قدم مقترحات تربوية هامة لم يفطن لها سوى علماء التربية المحدثين. منها ضرورة مراعاة المعلم مستوى الصبي العقلي والنزول الى مستواه ليتمكن من افهامه مادة التعليم.
ومنها وجوب الاقتصار في تدريس مادة النحو على القدر الذي يفضي به الى السلامة من فاحش اللحن، ويمكنه من القراءة الصحيحة والانشاد المستقيم.
ومنها مراعاة الطبيعة والفصاحة في الكتابة والاختصار واستكراه العبارة المعقدة والالفاظ الوحشية الغريبة. والاهتمام بالمعاني اكثر من الالفاظ.
وما تبقى من الكتاب مقحم عليه اذ لا يمت الى موضوعه بصلة. فهناك نبذة عن اللواط ينبغي ان تلحق بكتاب الفه الجاحظ في هذا الموضوع، وقد الحقناها بكتاب البطن والظهر. وهناك بضع صفحات في المفاضلة بين التجار وعمل السلطان يرجح انها مسلوخة من كتاب «مدح التجار وذم عمل السلطان»، وكان ينبغي ان تلحق به ايضا، لولا مزجها بعبارات من كتاب المعلمين بحيث يصعب فرزها.
1 / 29