Bakaiyyat
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
Genre-genre
بدموعي تمتلئ العين ولا أجد عزاء. يتسلل شيطان القلق لفرشي كل مساء، يحضنني، يغرز قرنيه بعنقي، يوحي ما يوحي من أسرار الحمقى والحكماء، فمتى أنجز وعدي لك يا خير أحبائي؟ أمسكت بحبل الصمت الممدود فلم يسقط ثمري الموعود، وتعثرت على درب الكلمة والدرب قيود وسدود. جفت سحبي وتسرب مائي في الأخدود، يا روح حبيب العمر المفقود، باركني وامسح بيديك على رأسي المكدود، فلعل المطر يعود، لعل المطر يعود. •••
كيف أصدق؟
الرفاق يتلقون العزاء. أحضنهم ويبتل وجهي بدموعهم. فاروق يعانقني وتنداح المرارة إلى فمي وقلب مشلول مغلول مذهول. عبد الرحمن ينشج في ركن وحيد، عيناه دموع تتحدر كالشلال.
النعش يقتحم الصفوف كالبطل المأسور، تسنده أكتاف الأحباب وأيديهم. الفجيعة على الوجوه التي ترفض التسليم. يا أيها الراكض إلى أين؟ أهي دعابة جديدة؟ أيمكن أن تكون جادا؟ أطل برأسي النسر الجميل الجليل، وأصرخ بملء صوتك المتهدج الجريح: ليس هذا عرسي ولا مأتمي. انصرفوا. انصرفوا. يا صوت ضميري وضمير بلادي، اخرج من هذا النعش وناد. اخرج لا تتماد، أريد أن أداعبك. أسمع منك عجائب العباد والبلاد والأحوال. والزمن عجيب يلد الخرافات العجيبة، أهي خرافة جديدة؟ هيا لا تسرف في سخريتك. نادني يا حكيم كما تفعل في كل لقاء. فالحكمة توجعك وتوجعني في زمن الحمق الأسود. أنثر ضحكاتك تمسح عني وحل الرحلة. أشعل مصباحك كي أجد طريقي في ليل المحنة. أدفئ قلبي الغارق في ثلج الحكمة. وحرك صنمه. أبعث فيه لعازر، مره أن ينفض نومه، ويواجه يومه. تعال نغادر هذا المسرح، هذا الوهم الأسود، تعال بنا بعيدا لنثبت أن اللعبة وهم. هذه الغربة وهؤلاء المشيعون وهم. فحضورك هو الحقيقة الوحيدة الباقية بعد أن يشيع الميت وينصرف الممثلون، تعال تعال فأنت حاضر لا تغيب.
عين الشمس لا تزال تسطع، الريح تتنفس، الطيور ترفرف في السماء، الأطفال تولد في كل لحظة، والأشجار تنمو، والعجائز يجرون أقدامهم ويسعلون، الكتاب يفكرون في عمود الصفحة الذي سيسودونه والشعراء يصطادون عصافير الكلمات السود، ويستعدون . لم أنت وحدك ساكن هنا؟ أأنت الذي يحملون؟ أم أنت الذي أحمله في دمي وألقاه مساء اليوم حسب الموعد القديم؟
لا لا لا. وهم. كذب. كابوس. أمشي في كابوس الخمسين، وأنت تطل علي من الشرفة - شرفة مسكننا في مقتبل العمر، تذكرني بالعهد القائم والعهد أمين،
15
سيذهب الجميع، ثم تسدل الستار.
وأنت أنت فوق الوهم والتمثيل. أنت حاضر ولن تغيب. كيف أقول كنت؟ كيف أستطيع؟ وأنت يا حبيب نبض القلب، ومضة العيون، وأنت - ما حييت - ساكن في القلب والعيون، وكائن ودائما تكون؟
يا صاحبي وحبيبي. «قد كنت عطرا نائما في وردتك، لم انسكبت؟
Halaman tidak diketahui