============================================================
166 فصا قالت الجبرية لعنهم الله: ليس للعبد استطاعة، والعبد مجبود على الكفر والإيمان.
يدل عليه قوله تعالى: { ولن تستطيعوا أن تعد لوابين النساء ولؤ حرصتم} [النساء: 129] فالله تعالى أخبر أنهم لا يستطيعون العدل، ومع هذا أمرهم بالعدل، وكذلك قوله تعالى: فقال أنبثونى بأسماء هلؤلاء إن كنتم صدقين} [البقرة: 31] فالله تعالى أمرهم مع علمه بأنهم لا يطيقون، وكذلك قوله تعالى: يؤم يكشف عن ساق ويدعون إلى الشجود فلا يستطيعون} [القلم: 42] وكذلك قوله تعالى خبرا عن النبي: ربنا ولا تحملناما لاطاقة لنايهه} [البقرة: 286] فلو لم يكن التكليف للعاجز جائرا وإلا لم يكن هذا الدعاء معنى وفائدة، وكذلك قوله عليه السلام: "امن صور صورة بيده كلف يوم القيامة بأن ينفخ فيها الروح"(1).
والجواب عن قوله تعالى: ( وكن تستطيعوا أن تعد لوابين النساء ولؤ حرصتم} (النساء: 129] أي المساواة في المحبة أي محبة القلب، والعبد لا يملك ذلك لما روي عن النبي أنه قال: "اللهم هذه قسمتي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك"(2) فلم يكن الأمر بالعدل أمرا للعاجز.
(1) أخرجه البخاري في لصحيحه"(3: 82)، (169:7)، (9: 43)، ومسلم في للصحيحه) (162:6)، والنسائي في "سننه" (215:8)، وابن حبان في لصحيحه" ص1519 برقم: 5685، ص1555 برقم: 5848، وأحمد في "المسند" (261:1) كلهم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(2) أخرجه أبو داود في "سننه" (54:3)، والترمذي في "سننه" (2: 433)، والنسائي في "سننه" =
Halaman tidak diketahui