ويحيى بن حسين بن المؤيد بالله خرج عن شهارة بأهله إلى الهجر ، ثم إلى هجرة عذر ، ولم يستقر، وأظهر أنه يريد الدعوة، والقاسم بن المؤيد بالله طالبه[66ب] بعض أهل الأهنوم في البيعة، وأحمد بن الحسن كاتب إلى جماعات من الأعيان، وبعث إليهم بشيء من الدراهم في هذا الأوان، وكاتبوه أهل رتبة جبل ضوران، وبعض الملازمين للإمام والسكان، وصاحب صعدة علي بن أحمد ظهرت حركته في بلاده ونواحي مشائخ البلاد وأعيانه، وكذلك صاحب برط وولد السيد إبراهيم بن محمد المؤيدي في العشة .
والإمام جعل ولده محمدا ولي عهده بعده، وقبضه مفاتيح خزائن بيت المال، وقال: العهدة عليك في الأعمال، وقرر ما فعله الإمام السيد زيد بن علي جحاف وغيره، وحصل في جميع الجهات بعض ارتجاف من التفرقات، وانتهب سوق الثلوث في بلاد الأهنوم ، وحصل مع الجاهل الفرح بهذه العلوم، وحصل مع العاقل الغموم، والله يخمد ثائرة الفرقة[67/أ] ويصلح أحوال السلمين، ويسكن الفتنة.
وفي هذه الأيام وصل خبر بوفاة الشريف حمود من أشراف مكة وكبارهم، وكان موته بالطائف، وأوصى أن يقبر بعيدا عن المقابر وحده لكثرة ذنوبه. هكذا روى بعض من يختص به من أهل حضرته، فقال أراد أن لا يؤذيهم، والله أعلم.
وفي ليلة رابع عشر شهر ربيع الثاني وقع خسوف قمري في برج الجدي بالرأس تغشاها بالسواد المظلم، ولم يبق من جانبها ورأسها الغربي إلا قدر النجم، وكان شروع خسوفها من أسفلها من جهة المشرق في الساعة الرابعة والطالع الحوت[67/ب].
Halaman 382