ودخلت سنة خمس وثمانين وألف-
لعلها استهلت بالسبت، وفي ثالث محرم وصل مكتب الشام، وسار إلى حضرة الإمام، وأخبر بتمام الحج للإسلام والأمان التام، وأن سعد بن زيد وصنوه أحمد بن زيد قد تحيزوا إلى بلاد نجد العلياء[59/أ]، وأن بركات قد عاد من بدر إلى مكة وصحبته الشيخ ابن معيان رأس مشائخ بلاد قبائل حرب وبلاد الصفراء ما بين مكة والمدينة، وهو الذي جرى معه ما جرى من معاضدة أحمد بن زيد والخلاف كما سبق، فصار معه تحت الحفظ بعد أن وقع ذلك الحرب، ثم تعقبه من بركات القصد، فانحاز إلى جبل هنالك وطلب الأمان وواجه، وراح من أصحابه جماعة، وأدب الشريف أهل بلاده وصلح عمل الحجاز، وخمدت ثائرة القبائل، وامتنعوا عن مناصرة سعد وصنوه خوفا من السيف الطائل، والعسكر الصائل، قيل: فلما لم يجد الشريف سعد وصنوه ملجأ يلجأوا إليه، وينتصروا به، ويعتمدوا عليه عزموا على طرح أنفسهم بين يدي أمير الشامي، والدخول معه إلى حضرة السلطان محمد العثماني[59/ب] ويكون من أمره ما كان إن عفا أو واخذ بما جرى من الفعال مع كثرة الأمان مع سعد، وأنه يرجو عود الملك له في المال، والله أعلم بما يصير إليه وما تنتهي به الأحوال. وأنه كتب إلى السلطان بالأمان والتبري مما جرى من الفعال، ثم إنه سكن هذا العام وبقي مع البدوان، ولا يملك من نفسه القطمير، ولم يبق عنده لا قليل ولا كثير، وباع أهله حليتهم في النفقة، وتضرروا أهله بمكة، وأولاده في غاية الحاجة، فالدنيا عبر لمن اعتبر، أمس وهو ملك كبير، والآن وهو فقير ذليل. وأخبر الحجاج أنه زيد في سقايات مكة وسبلها على معتادها، وظهرت دبا جراد بأودية منى ومكة. وأصحاب العماني الذين خرجوا في البحر كان استطرقوا جزيرة سقطرى من بلاد المهري، وقتلوا من أهل الجزيرة، وكان دخولهم في صورة زي النصارى؛ لئلا يهربون عنها كما هربوا العام الأول منها[60/أ]. وانتهبت قبائل عنزة ولام من مركب الشامي لقلتهم هذا العام.
Halaman 373