وللمجيب أن يجيب عليه هنا: أن أولاده لصلبه فيهم كما ذكر هذه المدة في النعم الشاملة وغيرهم ممن له الولاية، وأما غيرهم فقد صار الآن حالهم كمن ذكر من أولاد شرف الدين يكسبون على أنفسهم، ويحترفون ويبيعون ويشترون[38/أ] لا يصلهم الإمام ولا غيره بشيء من المال، بل سعيهم في نقص من كان له بعض شيء على كل حال، ومن كاشح منهم وكثر في السؤال صار إليه النزر اليسير على أشق حال. ولكن أيها الفقيه المنافسة كلها في غير هذا، فالدنيا عاطلة، وأحوالها زائلة، والسعيد من رزق منهم أدنى الكفاف، وقنع بما جاء منها وما فات، فالله يختم لنا بالخير ويغنينا بفضله وكرمه عن غير بابه الواسع، الذي وسع كل شيء.
وفي العشر الآخرة من شهر صفر توفي السيد الشريف العارف علي بن الحسين الحسيني الحوثي ثم الصنعاني، وهو من ذرية الإمام يحيى بن حمزة الحسيني ، يتصل نسبه بالحسين بن علي بن أبي طالب. وكان مكفوف البصر، وكان حافظا للقرآن مجودا، ناقلا لكثير من المختصرات ك(الشاطبية) في القراءت (والكافية) لابن الحاجب (والمنتهي) في أصول الفقه له، و(التلخيص) للقزويني في المعاني والبيان. ويحفظ كثيرا من المنقولات، وله مشاركة في الحديث لا سيما لسنن أبي داود يحفظ أكثره غيبا ويذاكر في باقيه، ويحفظ[38/ب] مجموع زيد بن علي غيبا، وله عناية به. ويرجح مذهبه على مذهب الهدوية. وكان يرى رفع اليدين ووضع الكف على الكف في الصلاة، كما هو قول أكثر العلماء ويفعله، إلا أنه ربما تركه إذا صلى جنب أحد من المتعصبين من الهدوية، رحمه الله تعالى، وقد صلى جنبي مرة فرفع.
وفي هذه الأيام وصل خبر مع أهل الهند أن سيواجي رئيس الرازبوت بالهند عاد إلى الخلاف في بعض أطراف بلاد السلطان أورنقزيب، وأثار فتنة في جهته.
Halaman 346