وفي هذه الأيام بالشهر المذكور في الخريف وقع مطر جود بجبل أرتل وبيت بوس جنوبي صنعاء، فنزل سيله جار ذيله بوادي المدينة، فاتصل بغيل خندقها الذي أحدثه الإمام في المدة السابق تاريخها فدفنه، وخربه من أعلاه إلى أسفله، وهذه المرة الثالثة بخرابه، وكذلك معه غيل العلفي المستخرج بالسد، وغيل الحسين بن المؤيد بالله في السد أيضا. وسلم غيل الجراف ، وغيل جمال الدين علي بن المؤيد بالله، وهو أحسن الغيول، لا تضره السيول لتجنبه وميلانه من مجرى [29/ب] الوادي.
وفي هذه الأيام أمطار الخريف كانت قليلة، وفي أماكن يسيرة، فبلغ السعر للحنطة إلى ثلاثة أحرف، والذرة مائة بقشة، والشعير إلى حرفين. ونجع أهل المشرق مثل خولان صنعاء وسنحان وبلاد نهم وجميع المشارق إلى بلاد المغارب وإلى اليمن الأسفل والتهايم، ونضبت الأنهار في بلاد سنحان والآبار، وكذلك في أودية المشارق وبعض أودية المغارب بحيث يبس بعض الأبنان، لانقطاع الغيول عن الجريان، وظهرت الركة لكثير من الناس، لتلاحق القحط والجوع الذي جرى في سنة تسع وسبعين، فلم يكن معهم بعد أساس، حتى أنه بلغ شبكة التبن سبعة حروف،ووزن رطل التتن، فإذا هو بخمسة كبار، وهذا شيء لم يعهد، ولولا اليمن الأسفل ما زال يرحل منه الطعام إلى صنعاء لبلغ السعر عشرة حروف. والتهايم هذه السنة صالحة وإنما الغلاء في الجبال فقط، ولله في كل أفعاله حكمة، والله لطيف بعباده. وما زال الغلاء وقلة الأمطار من سنة سبع وسبعين وألف يتردد، ولا يعلم إتفاق مثل ذلك، بل قد يحصل في سنة أو سنتين أو ثلاث.
Halaman 335