[85/أ] وفي شهر المحرم منها توفي الشريف السيد محمد بن صلاح بن جحاف الحبوري بحضرة الإمام بضوران، وكان من الملازمين له لا يفارقه في جميع الأوقات والأزمان، وعليه في الكتابة والإنشاء عهده، ويعتمد الإمام قوله وشوره.
وكان قد بلغ المذكور في الكبر ما أعجزه آخر مدته عن الكتابة، كما كان أولا يعتاده. وكان في المدة المتقدمة ملازما لشرف الإسلام الحسين بن القاسم في هذه الوظيفة، ثم لما مات الحسين لازم الإمام المؤيد بالله، ولما دعا أحمد بن الإمام القاسم بشهارة بايعه من جملة غيره، ثم لما استقرت الدعوة للإمام إسماعيل وصل إليه إلى ضوران، فلامه وقال له:لم بايعت الصنو أحمد؟ فقال: بغير اختيار منه، وكان يظن أن الأمر مجتمع له، وبينه وبين الإمام إسماعيل نسبة وصهارة، فإنه ابن خالته، وكان السيد أولا قد جعل له الإمام[85/ب] ولاية ظليمة ، وبلاد شظب، فكان فيها ولاة من تحت نظره، والكلام فيها والأمر يعود إليه، ثم لما مات شرف الدين الحسين بن المؤيد بالله بن القاسم وصارت شهارة وبلادها إلى يد ولد الإمام إسماعيل أحمد بسط اليد على تلك الجهة، وتصرف فيها، وأمر قباضا إليها.
وفي آخر هذا الشهر خالفت بلاد الحجرية، ومنعوا بلادهم عن المتصرفين فيها باليد القوية، وكان أول حادث ما سبق ذكره من قبل العشرة الأنفار من أصحاب محمد بن أحمد بن الحسن، ومنهم النقيب ابن جومر من الأهنوم، كما سبق ذكره، فأرسل الإمام إليهم رسولا برسالة يطلب منه الديات، وتوعدهم إن خالفوا أمره بالعقوبات، ثم قال الرسول: إن لم يتم هذا فالسيف إليكم مكان ذلك، فقتلوا رسوله ومن معه، ثم أرسل جماعة عسكر بأدب، فردوهم عن دخول بلادهم، ومحمد بن أحمد قد كان أهم أن يخرج عنها إلى يفرس ، فلما حدث هذا الحادث أرسل الإمام بأول شهر صفر ولده علي، وكذلك أحمد بن الحسن أرسل السيد صلاح بجماعة عسكر.
Halaman 404