============================================================
عمار البدليسي حق العبودية جهدك، ليصح لك من صحة العبودية فضل الربوبية. فمن لا حقيقة له، فلا عبودية على الحقيقة له فإن من سلم واستسلم طوعا، 3لا كرها، نال ثمرة استسلامه.
وحقيقة الاستسلام أن يكون الحكم لربك، لا لنفسك. فلا ترى نفسك إلا لأجل خدمته. وتستغرق في خدمته وأداء واجباته عن طلب ما لا بد لك 1منه من حقوق نفسك. فإذا سقط عنك رؤية حقك في آداء حقه، وسقط عنك طلب حظوظ النفس بالكلية - بالقلب واللسان والخاطر- كنت له على الحقيقة، فكان هو لك. فكفاك وأغناك حتى لا تجد لك شيئا يشأل منه، إلا 9 له. وعند سؤالك منه له، يبدو(1) لك من الخجل والوجل ما لم تر(2) لنفسك أهلية في عبوديته وخدمته. فكيف تر ى بك أفلا (35 ب) لولايته وقربه. فحينئذ ينقطع السؤال والطلب من العبد في مقام التحقيق فيي 12 العبودية. وهي حق من تحقق في العبودية، قال الله جل وعلا: أليس الله بكاف عبده} (القرآن الكريم 36/39)، أي: من كان بخدمتي وافيا، كنت لحقوقه كافيا. كما قال الله تعالى: أوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي 15 فارهبون} (القران الكريم 40/2). فهذا شرط العبد في العبودية، أن لا يفوته شيء(3) من الوظائف، وهو مع ذلك خائف.
فصل -27: في الحرية مقام الحرية انتهاء العبودية. وانتهاء العبودية: فذاك المنى والمقصود والمراد.
فالأحرار صنغان: صنف حريتهم من النفس وافاتها، وصنف حريتهم (1) ييدو، في الأصل: يبدوا.
(2) تر، في الأصل: ترى. .
(3) شيء، في الأصل: شيئا .
Halaman 98