Bahjat Qulub al-Abrar wa Qurat Uyun al-Akhiyar

Abdul Rahman as-Sa'di d. 1376 AH
160

Bahjat Qulub al-Abrar wa Qurat Uyun al-Akhiyar

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الرشد

Penyiasat

عبد الكريم بن رسمي ال الدريني

Nombor Edisi

الأولى ١٤٢٢هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠٢م

Genre-genre

الحديث الخامس والسبعون: من أسباب النصر عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ١ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إلا بضعفائكم؟ " رواه البخاري٢. فهذا الحديث فيه: أنه لا ينبغي للأقوياء القادرين أن يستهينوا بالضعفاء العاجزين، لا في أمور الجهاد والنصرة، ولا في أمور الرزق وعجزهم عن الكسب. بيّن الرسول ﷺ أنّه قد يحدث النصر على الأعداء وبسط الرزق بأسباب الضعفاء، بتوجّههم ودعائهم، واستنصارهم واسترزاقهم. وذلك أنّ الأسباب التي تحصل بها المقاصد نوعان: نوع يشاهد بالحسّ، وهو القوة والشجاعة القوليّة والفعليّة، وبحصول الغنى والقدرة على الكسب، وهذا النوع هو الذي يغلب على قلوب أكثر الخلق، ويعلّقون به حصول النصر والرزق، حتّى وصلت الحال بكثيرٍ من أهل الجاهليّة أن يقتلوا أولادهم خشية الفقر، ووصلت بغيرهم إلى أن يتضجّروا بعوائلهم الذين عدم كسبهم، وفقدت قوتهم، وهذا كلّه قصر نظر، وضعف إيمان، وقلّة ثقة بوعد الله وكفايته، ونظر للأمور على حقيقتها. وأمّا النوع الثاني: أسباب معنويّة، وهي قوّة التوكل على الله في حصول المطالب الدينيّة والدنيوية، وكمال الثقة به، وقوّة التوجّه إليه والطلب منه. وهذه الأمور تقوى جدًّا من الضعفاء العاجزين الذين ألجأتهم الضرورة إلى أن يعلموا حقّ العلم أنّ كفايتهم ورزقهم ونصرهم من عند الله، وأنّهم في غاية العجز، فانكسرت قلوبهم، وتوجّهت إلى الله، فأنزل لهم من نصره ورزقه -من دفع المكاره، وجلب المنافع- ما لا يدركه

(١) كذا في المطبوع، وفيه إيهام أن مصعب روى عن النبيّ ﷺ، وصوابه: "عن مصعب بن سعد قال: رأى سعد ﵁ أنّ له فضلًا على من دونه فقال النبيّ ﷺ:.... وذكره" وانظر "صحيح البخاري" رقم: ٢٨٩٦، "تهذيب الكمال ٢٨/٢٤-٢٥. (٢) أخرجه: البخاري في "صحيحه: رقم: ٢٨٩٦.

1 / 170