Bahjat Qulub al-Abrar wa Qurat Uyun al-Akhiyar

Abdul Rahman as-Sa'di d. 1376 AH
156

Bahjat Qulub al-Abrar wa Qurat Uyun al-Akhiyar

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الرشد

Penyiasat

عبد الكريم بن رسمي ال الدريني

Nombor Edisi

الأولى ١٤٢٢هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠٢م

Genre-genre

فيجب على طالب العلم أن يعزم عزمًا جازمًا على تقديم قول الله وقول رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى قول كلّ أحدٍ، وأن يكون أصله الذي يرجع إليه، وأساسه الذي يبني عليه: الاهتداء بهدي النبيّ ﷺ، والاجتهاد في معرفة مراده، واتباعه في ذلك ظاهرًا وباطنًا. فمتى وفق في هذا الأمر الجليل فقد وفق للخير، وصار خطؤه معفوًّا عنه؛ لأنّ قصده العام اتباع الشرع، فالخطأ معذور فيه إذا فعل مستطاعه من الاستدلال والاجتهاد في معرفة الحقّ. وهذا هو المتواضع للحق. وأمّا الكبر على الخلق –وهو النوع الثاني- فهو غمطهم واحتقارهم، وذلك ناشئ عن عجب الإنسان بنفسه، وتعاظمه عليه، فالعجب بالنفس يحمل على التكبّر على الخلق، واحتقارهم والاستهزاء بهم، وتنقيصهم بقوله وفعله، وقال رسول الله ﷺ: "بحسب امرئ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم"١. ولما قال هذا الرجل: "إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونعله حسنًا" وخشي أن يكون هذا من الكبر الذي جاء فيه الوعيد: بيّن له النبيّ صلّى الله عليه: أنّ هذا ليس من الكبر، إذا كان صاحبه منقادًا للحقّ، متواضعًا للخلق، وأنّه من الجمال الذي يحبّه الله؛ فإنّه تعالى جميلٌ في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، يحبّ الجمال الظاهري، والجمال الباطني. فالجمال الظاهر: كالنظافة في الجسد، والملبس، والمسكن، وتوابع ذلك. والجمال الباطن: التجمل بمعالي الأخلاق ومحاسنها. ولهذا كان دعاء النبيّ ﷺ: "اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت، واصرف عنّ ي سيّئ الأعمال والأخلاق، لا يصرف عنّي سيّئها إلاّ أنت٢". والله أعلم.

(١) أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: ٢٥٦٤ بعد ٣٢. (٢) جزء من حديث أوله: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات ... " أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم ٧٧١ بعد ٢٠١.

1 / 166