في وفيات أعيان الدهر» (^١) لمحمد الطيب باخرمة، وفي الأوراق الملحقة في نهاية مصورة مخطوط الحرم المكي لكتاب «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» (^٢) للمؤلف.
ويلاحظ أن ترجمة المؤلف التي وردت في «العقد الثمين» لتقي الدين الفاسي، جاءت مطابقة لما ورد في المصادر الأخرى، بمعنى أنها منقولة عن «العقد الثمين»، كما يلاحظ أيضا أن ترجمة المؤلف التي وردت في هذه المصادر - بصفة عامة - جاءت مقتضبة لا تشفي غليل البحث، وهي لا تتعدى اسمه، وكنيته، وعمله، وتسمية بعض الكتب التي صنفها، ومن بينها الكتاب موضوع التحقيق.
ولا نعرف لماذا أغفلت المصادر - التي بين أيدينا - ذكره، فلم تترجم له بطريقة ضافية، فهل كان ذلك مقصودا لعوامل نجهلها؟ أم أن المؤلف لم يكن بتلك الدرجة من الشهرة والمنزلة في ميدان العلم والتأليف بحيث لا يستحق أن تنوه به الكتب وأن تترجم له بطريقة ضافية؟
وقد يكون سبب عدم شهرة المؤلف أنه كان يؤثر العزلة في حياته، ولعله كان مرهقا في مهنته الخاصة في تعليم القرآن الكريم وإقرائه للأولاد الأيتام (^٣)، وقد آثرها على الكسب من تقربه إلى ذوي السلطان، فلم يطرق أبوابهم، أو يتردد على مجالسهم، فابتعد بذلك عن مجالس الإشتهار.
وبمشيئة الله تعالى سوف أتناول المسائل الآتية في حياة المؤلف:
_________
(^١) انظر: باخرمة: قلادة النحر، مخطوط بمركز إحياء التراث، تاريخ رقم ١١٥٠ ق ١٦٣.
(^٢) انظر: المرجاني: بهجة النفوس، مخطوط بمركز إحياء التراث، تاريخ رقم ٧٩، أوراق ملحقة (ق ١).
(^٣) انظر: المرجاني: بهجة النفوس، مخطوط بمركز إحياء التراث، تاريخ رقم ٧٩، أوراق ملحقة (ق ٥).
1 / 28