Bahja
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Penyiasat
د .أحمد زكريا الشلق
Penerbit
دارالكتب والوثائق القومية
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
1426هـ /2005 م
Lokasi Penerbit
القاهرة / مصر
فلم تهذب طباعه صعوبة أحكام القانون الباري ولذلك لم يرتق في الرتب بل | بقي في درجة صف ضابط مع أنه كان متصفا بالشجاعة وسكون الجأش عند | الخطر ، فحضروا واقعة ( ترافلجار ) سنة 1805 ولم يبلغ من العمر وقتئذ إلا | سبع عشرة سنة وهو في رتبة صف ضابط في الألاي الثاني من الطوبجية البحرية | ولم ترعه مخاوف هذه الواقعة الهائلة التي انتصر فيها الأميرال ( نلسون ) | الإنكليزي على دوننمات فرنسا وإسبانيا معا وجرح في ذراعه الأيمن جرحا غير | ذي بال ولما شفى منه توجه مع الدوننمة الفرنساوية إلى جزائر ( أسور ) وجزائر | ( كناريا ) وبقي مدة سنتين في السفن الطرادة عن شواطئ إفريقيا الغربية وأوربا ، | ومع ذلك لم تؤثر هذه الصعوبات الشاقة في طباعه بل استمر على ما كان عليه | من عدم طاعة رؤسائه والإذعان لأوامرهم ، حتى غضب عليه في يوم من الأيام | أحد الضباط ورفع عصاه ليضربه فأخذها منه وطفق يضرب ذلك الضابط بها | حتى كسرها ، فوضعت لذلك فيه الأغلال ، وسجن إلى أن يحكم عليه بالإعدام | رميا بالرصاص كما هو حكم القانون العسكري ولكن لم ينفذ هذا الحكم عليه | لأن أخذ رؤساء الجيوش وكان قد خلصه المترجم من الموت في إحدى الوقائع | سعى في حصول العفو عنه من الإمبراطور نابوليون الأول فلم ينجح سعيه في | العفو عنه ، فتحيل له في خروجه من السجن وأرسله إلى أحد أصدقائه وكان | أميرالاي من الفرنساويين الموجودين إذ ذاك في إيطاليا فقبله في ألايه بصفة نفر | عسكري وذلك في 2 مايو سنة 1807 وغير اسمه من ذلك العهد ( بانسلم | سيف ) على اسم والده لئلا يعرف ولم يزل هذا القائد مساعدا له حتى حصل | | على رتبة أونباشي بعد أن دخل الجيش بثلاثين يوما في 2 يونيه سنة 1807 ولم | يتعرض أحد لهذه الترقية لأنه كان محبوبا عند هذا الجيش للطفه وحسن أخلاقه | في نظرهم وشجاعته لا سيما في استعمال كافة أنواع الأسلحة ، وقوته كانت | تغرس مهابته في قلوب أقرانه .
ولم يزل في رتبته التي أعطيها لم يتعدها إلا بعد مدة وذلك أنه في إبريل سنة | 1809 كان الألاي الفرنساوي السادس الذي فيه المترجم معسكرا في شمال | مدينة ( مينينح ) وفي 15 إبريل من هذه السنة أرسل قائد هذا الألاي أربعة | من الجند منهم ( انسلم سيف ) للإستكشاف تحت إمرة أحد الضباط فتوغلوا في | البر حتى وقعوا في كمين من الأعداء كان يتربص في هذه الجهة فرصة فأحاط به | الأعداء إحاطة الهالة بالقمر فسقط في أسرهم وقد أصيب بثلاث جراح وطلق | ناري بعد أن قتل حصانه تحته فحرم لذلك من حضور الوقائع المهمة التي انتصر | فيها نابوليون على النمساوية نصرا مبينا وسيق مع الأسرى إلى بلاد | ( هنكاريا ) حيث ضمدت جراحه ولم يمض عليه زمن طويل حتى نقه ولما بلغ | تمام الشفاء دخل في خدمة أحد أمراء المجر فكان يعامله كصاحب مخلص لا | كعدو أوقعه الحرب في ربقة الأسر ولذلك لم يتمكن من الرجوع إلى فرنسا إلا | بعد أن أقام سنتين أسيرا .
Halaman 82