196

Bahja

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Editor

د .أحمد زكريا الشلق

Penerbit

دارالكتب والوثائق القومية

Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

1426هـ /2005 م

Lokasi Penerbit

القاهرة / مصر

Genre-genre

Geografi
Sejarah

وفي اليوم الحادي عشر منه حضر سموه الإحتفال بتوزيع الجوائز على | التلامذة المصريين الموجودين إذ ذاك بباريز وكان بمعية سموه المارشال ( سولت ) | رئيس الوزراء والدوك ( دي مونبانسيه ) فسر جنابه من تقدم التلامذة خصوصا | نجله أحمد بيك لأنه كان ماهرا وفي المعارف وافرا وفي يوم أربعة عشر زار جناب | الأمير مدرسة الصنائع والفنون وتفقد كل ما بها من الآلات الميكانيكية وأبدى | لأساتذتها بعض ملحوظات استدلوا بها على ما لسموه من توقد الفكر وشدة | الذكاء الطبيعي ثم في اليوم التالي شرف سموه مجلس الأعيان ( سناتو ) بهيئة | احتفالية يتقدمه جمع من الفرسان وحضر الجلسة بتمامها واستحسن نظام | الحكومة الشورية التي منها تستمد القوة الحاكمة آراء الأمة بواسطة مندوبين | ينتخبون بالإنتخاب العمومي لينوبوا عن الأمة في إبداء آرائها واقتراح ما تريده | من الإصلاحات أو التغييرات ، فلما رأى ذلك ود أن يكون بمصر مجلس ينوب | عن أهلها لإنارة حاكمها وإرشاده لما يلزم للأمة من الإصلاحات لولا أنه حال | دون ذلك عدم تقدم الأمة في معارج التمدن والتهذيب السياسي . | | وفي أحد وعشرين مايو سنة 1846 شرف سموه محل الخواجات ( كريستوفل ) | المشهورين بإتقان صناعة البلور وكذلك شرف غيره من المحلات الصناعية مما | دل على شغف جنابه بالإطلاع على المواد الصناعية والبحث عن أسباب تقدمها | بين الأمم الأجنبية وانحطاطها في الشرق ، مع أنه لما كانت الدولة العربية في أوج | تقدمها في سائر فروع الصناعة وامتيازها بانتشار العلوم بين أهليها ، كانت تلك | الأمم الغربية التي تدهشنا الآن باستيفائها الأشياء العلمية واختراعاتها الصناعية | في حالة التوحش والخشونة البربرية .

وفي يوم 25 منه حضر سموه استعراض حامية مدينة باريس في ميدان ( شان | دي مارس ) وكانت مؤلفة من خمسة وعشرين ألفا من المشاة وستة آلاف من | الخيالة والألاي الخامس من الطوبجية ، وصحبه في هذا الاحتفال العسكري | الدوك ( دي نيمور ) وسليمان باشا وغيره من الضباط المصريين الذين رافقوه | ولازموه في هذه السياحة . |

سفر إبراهيم باشا إلى إنكلترا :

وبعد هذه الإحتفالات والمقابلات عزم سموه على السفر إلى بلاد الإنكليز | قبل عودته إلى الديار المصرية فأعدت له الحكومة الفرنساوية قطارا خاصا | لركوبه إلى مدينة ( دييب ) الواقعة على شاطئ بحر المانش الفاصل بين فرنسا | وانكلترا وباخرة حربية لنقله إلى البر الإنكليزي وفي أول يونيو ودع سموه جلالة | الملك وجميع أعضاء عائلاته .

Halaman 231