وقيل: على السؤال أن يجعلهم خلفاء الأرض [ليسبحوا] بدل من يفسد فقال ﷿: (إني أعلم) من صلاح كل واحد (ما لا تعلمون) فدلهم [بذلك] أن صلاحهم في أن أختار لهم السماء وللبشر الأرض.
(وعلم ءادم الأسماء)
بمعانيها على اللغات المختلفة، فلما تفرق ولده تكلم كل قوم بلسان أحبه واعتاده وتناسوا غيره على الأيام. كما أن الله تعالى علمه الأسماء علمه الأفعال والحروف التي هي أصول الكلام؛ لأن المعني ينتظم بجميعها، والفضيلة بتصور المعني لا بتداول اللفظ، ولكنه لابد للكلام المفيد من الاسم، وقد يستغني عن الفعل والحروف، فلقوة الاسم وغلبته على الكلام جرى الاكتفاء بذكره مما هو قال له.
وهكذا كما قال المخزومي:
٤٤ - الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا فرسي بأشقر مزبد
1 / 59