فصل [في أن الله تعالى خلق محمد أو أهل بيته قبل خلق آدم] خلق الله سبحانه محمدا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وخلق أهل بيته ذريته وعترته من نور خلقه -تعالى- قبل أن يخلق نبيه آدم عليه السلام ثم لما خلق الله آدم عليه السلام نقله صلى الله عليه وآله وسلم إلى صلب آدم [عليه السلام] ثم نقله إلى زوجة آدم حوى -عليها السلام- ثم نقله إلى صلب شيث بن آدم عليه السلام ثم نقله إلى صلب إدريس النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم لم يزل ينقله في أصلاب الأنبياء وغيرهم، والأغلب على من نقله إليه ومنه الإيمان، قال الله تعالى في ذلك: {هو الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين}(1) يعني: يعلمك حين تقوم بين أصحابك وتقوم بالديانات، ويعلمك حين ينقلك من صلب زكي إلى رحم طاهر من الأنبياء والصالحين حتى صار ذلك النور في صلب عبد المطلب، فخلق الله منه عبد الله وخلق الله سبحانه روح محمد المصطفى وروح علي -عليهما الصلاة والسلام- قبل أن يخلق آدم عليه السلام ثم نقلها إلى آدم عليه السلام ثم نقلها إلى حوى -عليها السلام- [29ب] ثم نقلها إلى شيث، ثم إلى إدريس النبي [صلى الله عليه وسلم] ثم نقلها كذلك إلى عبد المطلب، ثم قسمها الله قسمين، فخلق منها عبد الله وأبا طالب، ثم نقل الذي في عبد الله من نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى رحم آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأم عبد الله وأبي طالب واحدة، ثم خلق ذرية محمد من نوره -صلى الله عليه- ووصيه -صلى الله عليهما- فيالها من فضيلة ومزية على غيرهم من هذه الأمة وغيرها ما خلا الأنبياء والملائكة يجب شكرها.
فصل [في خلق الملائكة ومما خلقوا]
وخلق الله الملائكة وهم أفضل خلقه من الريح والهواء والنور.
فصل [في أن محمدا أفضل آدم]
نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من نبينا وأبينا آدم عليه السلام للآية الكريمة وهي قوله تعالى: {ورفع بعضهم درجات}(1) ولقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة)) (2) وهو سيد ولد آدم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر)) (3).
Halaman 139