153

Badic

البديع في البديع

Penerbit

دار الجيل

Nombor Edisi

الطبعة الأولى ١٤١٠هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩٠م

وقال يصف الناقة "من الطويل":
كأن حصى المعزاء بين فروجها ... إذا خذفته رجلها خذف أعسرا
كأن صليل المرو حين تشذه ... صليل زيوف ينتقدن بعبقرا١
وقال الراعي٢ "من الكامل":
في مهمهٍ قلقت به هاماتها ... قلق الفئوس إذا أردن نصولا٣
وقال ابن مقبل٤ "من الطويل":
تقلقل من ضغم اللجام لهاته ... تقلقل عود المرخ في الجعبة الصفر٥

١ المعزاء: الأرض الصلبة، الفروج: جمع فرجة، وهذان الشيئان بينهما فرجة أي انفراج، والفروج أيضًا جمع فرج وهو معروف؛ الخذف بالحصى، الرمي به بالأصابع، والأعسر الذي يعمل بشماله ورميه لا يذهب مستقيمًا، والمعنى: أن هذه الناقة تطير الحصى يمينًا وشمالًا كأنه رمى الأعسر الذي لا يمضي على وجهه، والصليل: امتداد الصوت، والمرو: الحجارة، واحدته مروة، وكل حجر فيه نار فهو مروة، تشذه: أي تطيره، اليزيوف: هي الدراهم التي ليس فيها فضة واحدها زيف، والزيف: شديد الصوت صافية كما يقول المبرد "٧٦/ ٢ الكامل"، ونقدت الشيء: ضربته بالأصبع كما ينقد الصبي الجوز بأصبعه فيسمع له صوت، شبه صوت المرو بصوت صافيته، وعبقر موضع باليمن كانت دراهمه زيوفا ويقال: بلد من بلاد الجن.
٢ هو راعي الإبل النميري شاعر مشهور هجاه جرير وتوفي في أوائل القرن الثاني، كان كثير وصف الرعاء في شعره فسمي الراعي، وهو من أسرة طيبة في البادية.
٣ المهمة: الأرض المقفرة الخلاء، والقلق: الاضطراب، وهامات: جمع هامة وهي الرأس، والضمير فيها للإبل، والفأس معروف، وفأس اللجام والحديدة القائمة في الحنك وهو المراد هنا، ونصل السهم: خرج نصله. يشبه الشاعر اضطراب الإبل في سيرها في الصحراء باضطراب فأس اللجام في نصولها من حنك الدابة.
٤ تميم بن أبي بن مقيل شاعر جاهلي فحل، أدرك الإسلام وأسلم، وكان يبكي أهل الجاهلية، وتوفي سنة ٢٥هـ.
٥ التقلقل: الاضطراب، ضغم اللجام: إمساكه، اللهاة: الهنة المطبقة في أقصى سقف الفم، المرخ: شجر سريع الورى، الجعبة: كناية السهام، الصفر: الخالية، الضغم: العض.

1 / 167