345

Badic

البديع في علم العربية

Editor

د. فتحي أحمد علي الدين

Penerbit

جامعة أم القرى

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٠ هـ

Lokasi Penerbit

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

Wilayah-wilayah
Iraq
Empayar
Abbasiyah
لقى زيد عمرا منحدرا مصعدا، ومنحدرا؛ حال لعمرو، ومصعدا" لزيد"؛ لأنّك لو لزمت الرّتبة التى للفعل معهما (١)، لم توفّ أحدا منهما حقّه، قال ابن السّرّاج: إذا قلت: رأيت زيدا مصعدا منحدرا، تكون أنت المصعد، وزيد المنحدر؛ فيكون" مصعدا" حالا للتّاء، ومنحدرا حال لزيد، وكيف قدّرت - بعد أن يعلم السّامع من المصعد، ومن المنحدر - جاز (٢).
ولا يصحّ حالان يعمل فيهما فعل واحد لاسم واحد، كما لا يعمل فى ظرفين ولا مصدرين، ولهذا قالوا فى: جاء زيد راكبا مسرعا: إنّ" مسرعا" حال من المضمر فى" راكب".
وأمّا المضاف إليه، فلا يخلو: أن يكون فاعلا أو مفعولا، أو غيرهما؛ فتقول فى الفاعل: أعجبنى ضربك زيدا قائما، فالحال من الكاف المجرورة لفظا، المرفوعة معنى؛ لأنّها الفاعل، وتقول فى المفعول: أعجبنى أكل البسر طريا، فالحال من البسر؛ لأنّه المفعول، فإن لم يكن المضاف إليه فاعلا ولا مفعولا، قلّت الحال منه، كقولك: جاءنى غلام هند ضاحكة، وعليه قوله تعالى: بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفًا (٣)؛ ف" حنيفا" حال من" إبراهيم"،

(١) فى الأصل: معها.
(٢) الأصول ١/ ٢١٨.
(٣) ١٣٥ / البقرة. وقد وردت الآية فى الأصل هكذا:" بل اتّبع ملّة إبراهيم حنيفا"، ولا توجد فى القرآن آية بهذا النص، وفى القرآن الكريم فى سورة آل عمران: الآية ٩٥:" فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفًا"، وفى سورة النساء: الآية رقم ١٢٥:" وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفًا"، وفى سورة النحل:
الآية رقم ١٢٣:" ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفًا".

1 / 184