272

============================================================

قلت: لا تقبل شهادة من يشهد بذلك، لأن الحس يكذبه؛ فهذه الطواعين قد تكرر وجودها في الديار المصرية والشامية، وقل أن يخلو بيت منها، ويوجد من آصيب به من يقوم عليه من آهله وخاصته: ومخالطتهم له أشد من مخالطة الأجانب قطعا، والكثير منهم بل الأكثر سالم من ذلك. فمن شهد بأن ذلك سبب في أذى المخالط(1) فهو مكابر.

وقد تقدم من الكلام في إبطال العدوى ما يغني عن إعاذته ().

وتاج الدين يرحمه الله جرى على إثبات العدوى بطريق العادة، وأن الذي ورد في نفي الغدوى إنما المراد به أنها لا تعدي بطبعها.

وقد قال القرظبي قي "المفهم: العدوى من أوهام جهال العرب؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن المريض إذا دخل في الأصحاء: أمرضهم، فنفى النبي ذلك وأبطله، وأزاح شبهتهم بكلمة واحدة: وهو قوله : "فمن أعدى الأول؟". ومعناه: من أين جاء الجرب؟

امن بعير آخر آجربه، فيلزم التسلسل إلى ما لا نهاية له، وهو محال؟

أو من سبب غير البعير؟ فالذي فعل الجرب الأول هو(3 فعل الجرب الثاني، وهو الله الخالق لكل شيء، والقادر على كل شيء:.

قال: وهذه الشهبة التي وقعت لهؤلاء [هي التي](2) وقعت وأما اعتراض الحافظ الآتي باعتماده على الحس، فغير مقبول، لإمكان تفسيره اليوم تفسيرا واضحام كبا ذكرنا في المقدمة.

(1) في الأصل: المخالطة، والتوجيه من ف، ظ، ع.

(2) انظر الفصل الثاني من الباب الرابع.

(3) بعدها في ظ: الذي: 4) منف، ظع.

Halaman 272