Badhl al-Ma'un fi Fadl al-Ta'un
Badhl al-Maʿun fi Fadl al-Taʿun
Genre-genre
قال القاضى تاج الدين : قد رأينا العامة تمتنع من ذلك، حتى تركوا عيادة المطعون . والذى نقوله فى ذلك ،: إن شهد طبيبان عارفان مسلمان عدلان أن ذلك سبب في أذى المخالط ، فالامتناع من مخالطته جائز، أو/ أبلغ من ذلك
قلت : لا تقبل شهادة من يشهد بذلك ، لأن الحس يكذبه ، فهذه الطواعين قد تكرر وجودها في الديار المصرية والشامية ، وقل أن يخلو بيت منها، ويوجد من أصيب به من يقوم عليه من أهله وخاصته ، ومخالطتهم له أشد من مخالطة الأجانب قطعا والكثير منهم بل الأكثر سالم من ذلك . فمن شهد بأن ذلك سبب في أذى المخالط 1) فهبو مكابر وقد تقدم من الكلام فى إبطال العدوى ما يغنى عن إعادته : وتاج الدين يرحمه الله جرى على إثبات العدوى بطريق العبادة ، وأن الذى ورد في نفي العدوى إنما المراد به أنها لا تعدى بطبعها .
وقد قال الفرظبى في المفهمة : العدوى من أوهام جهال العرب ، لأنهم كانوا يعتقدون أن المريض إذا دخل في الأضحاء أمرضهم ، ففى النبى ذلك وأبطله، وأزاخ شبهتهم بكلمة وأحدةة وهو قوله : فمن أعدى الأول؟ ومعناه : من أين جاء الجرب أمن بعير أخر أجربه ، فيلزم التسلسل إلى ما لا نهاية له ، وهو محال أو من سبب غير البعيرة فالذى فعل الجرب الأول هو فعل الجرب الثاني ، وهو الله الخالق لكل شىء ، والقادر على كل شىء .
قال: وهذه الشهبة التى وقعت لهؤلاء [هى التى ] وقعت
للطبائعيين أولا فقالوا بتأثير الأشياء بعضها في بعض ، وسموا المؤثر طبيعة . وللمعتزلة ثانيا في أفعال الحبوانات ، وقالوا : إن قدرتهم مؤثرة فيها بالإيجاد، وأنهم الخالقون لأفعالهم ، مستقلون باختراعها . واستند الطائفتان إلى المشاهدة الحسبة ، وربما نسبوا منكر ذلك إلى إنكار البديهة ، وهو غلط . وسببه التباس إدراك الحس بإدراك العقل، فإن الذى شاهدوه إنما هو تآأثير] شىء عند شىء أخر، وهو حظ الحس أما تأثيره فيه ، فلا يدرك حسا بل عقلا، والله أعلم .
قلت . فالمحصل من المذاهب فى العدوى أربعة ، الأول : أن المرض يعدى بطبعه صرفا وهذا قول الكفار الثاني : أن المرض يعدى بأمر خلقه الله فيه وأودعه فيه ، لا ينفك عنه أصلا، إلا إن وقع لصاحبه معجزة أوكرامة فيختلف . وهذا مذهب إسلامى ، لكنه مرجوح الثالث : أن المرض يعدى ، لكن لا بطبعه ، بل بعادة أجراها الله تعالى فيه غالبا كما أجرى العادة بإحراق النار. وقد يتخلف ذلك بإرادة الله تعالى ، لكن التخلف نادر فى العادة، الرابع : أن المرض لا يعدى بطبعه أصلا، بل من اثفق له وقوع ذلك المرض ، فهو بخلق الله سبحانه وتعالى ذلك فيه ابتداء . ولهذا ترى الكشير ممن يصيبه المرض الذى يقال إنه يعدى ، يخالطه الصحيح كثيرا ولا يضيبه شىء ، وترى الكثير ممن لم يخالط صاحب ذلك المرض أصلا، يصيبه ذلك المرض ، وكل ذلك بتقدير الله تعالى
والمذهبان الأخيران مشهوران، والذى يترجح في باب العدوى هو الأخير عملا بعموم قوله. ولا يعدى شىء شيا ، وقوله ردا على من أثبت العدوى : وفمن أعدى الأول13 ، كما تقدم تقريره، والله سبحانه وتعالى أعلم .
[الفصل الرابع] ذكر الآداب المتعلقة بمن أصابه الطاعون أو غيره من الأسقام الأدب الأول : سؤال الله تعالى العافية والاستعادة من السقم: قال الله سبحانه وتعالى . ادعوا ربكم تضرعا وخفية وقال النبى للعباس رضى الله عنه : ويا عباس أكثر من الدعاء بالعافية .
أخرجه الحاكم / من حديث ابن عباس وصححه
وعن ابن عمر رضى الله عنهما عن النتي ظلة قال : وما سئل الله شيئا أحب إليه من العافية . أخرجه الترمذى واستغربه ، وصححه الحاكم فوهم ، فإن فى سنده ضعفا وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله . ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من : اللهم إنى أسألك المعافاة في الدنيا والأخرة . أخرجه ابن : ماجة ، ورواته تقات مخرج لهم في {الصحيحين، إلا أنه امن رواية العلاء بن زياد البصرى عن أبى هريرة ، وفى سماعه من أبى هريرة عندى نظر وعن أبى بكر الصديق رضى الله عنه عن النتي قال: إن الناس لم يعطوا بعد اليقين خيرا من العافية1 . أخرجه الترمذى والنسائى من طرق بعضها صحيح .
Halaman tidak diketahui